التجربة بحد ذاتها مفرحة، لا لغرابتها، أو دهشتها كونها المرة الأولى، بل لان لغة الصحافة كلها لابد أن تختلف، القرارات السياسية كذلك، تعامل الدولة لابد أن يتغير، كل شيء يبدو جميلاً إن قرر صاحب الشأن اللجوء لهذا الخيار، وكل شيء قد يسير باتجاه صحيح غير متوقع، حتى في تواصل السيدة مع قلب السيستم.
ماذا يعني أن تكون سيدة رئيساً للوزراء في الأردن ؟
في الدراسات الدولية النساء في المناصب القيادية ينجحن أكثر من الرجال. هذا ليس دعماً للمرأة بطبيعة الحال أو تمكينا لها، لكنه الحقيقة.
هنا، لابد أن يتردد الرجال في اختراق حصن المرأة إن استلمت منصباً بهذا الحجم، لابد أن يخترعوا الوسائل لدخوله دون خدشه، النساء في المواقع مصدقات أكثر من الرجال، الذين يقفون متفرجين دون التورط في خوض حروب خاسرة.
أتدرون، النساء قادرات على القيادة نعم، فهن أقلُ فَساداً، في القرآن قدم الرجل وآخر المرأة " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا "، هن يحرصن على المال، أكثر صبراً وبعداً عن عصبية، يتحكمن بالنفس، هن أكثر قدرة على المناورة السياسية والدبلوماسية، إضافة لذلك عقل المرأة يقودها للتفكير في حلول المشاكل بطرق عديدة، إلى جانب اهتمامها في تفاصيل التفاصيل، وهذه الأمور يفتقدها الرجل.
الغيرة المتوقعة تنطلق من قلوب المنافسات من النساء، هذه موجودة في كل مكان، المرأة تكره في حال نجاح أحد بنات جنسها.
إضافة لذلك، بعض النساء أكثر رجولة من بعض الرجال، وأقدر على إدارة المشهد برمته.
اتمنى، أن لا يطل البعض من ثقب " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" لان الواقع يقول بغير ذلك، ولنا في العالم أمثلة، تحكى.
عودة إلى المشهد التالي لإعلان التكليف، لغة الأخبار اكثر رومانسية وحباً، اقرب للقلب، العاطفة فيها جياشة، الشرح مفعم بالأمل، الأوصاف والألقاب اقرب للدلع.
في عالم الرجال الرؤساء يركز المتابعون بشتى أصنافهم على هندام الرئيس، ملامحه، يبدعون في تصوير تعابير وجهه وانفعالاته، ملابسه، واناقته، وينشرون الإشاعات حوله كلما دعت الحاجة لذلك.
أما في حال كانت " الدولة " سيدة، فإن الخطاب الموجه لابد أن يتغير، ويحدد.
دولتها جميلة، وغدا أنيقة، انفعلت في الجلسة فلعبت بشعرها المسترسل، عيناها تحمل شي من الإصرار، رائحة العطر رائعة، تزور الكوافير الفلاني، مكياجها خفيف، و ترتدي ملابساً من الماركة الفلانية، كم هي متواضعة وحنونة.
لن يجرؤ أحد على خدشها، النساء تصان ولا تخدش في الكلام، لن يجرؤ أحد على السباب أو إطلاق الشائعات، فالنساء كائن حساس، لن يتعرض أحد لحياتها الخاصة وعلاقتها، لآن هذا دخولٌ في خصوصيات سيدة، يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا.
لنتخيل معاً فقط المشهد في دار رئاسة الوزراء، يجلس الجميع بأدب جم وكأنما على رؤوسهم الطير.
أتعلمون لقد مللنا من الرؤساء الرجال، فهم متشابهون حد التطابق، فاشلون حد الاستنساخ.
لماذا لا نجرب سيدة لتكون رئيسة للوزراء، النساء ينجحن في إدارة البيوت وموازنتها، هنَ بالاصل من اخترع علم الإدارة، عندما كان الرجال يغيبون للصيد.
قد تكون السيدة قادرة على إدارة البيت الأردني، ناجحة في إيقاف النزيف الذي تعاني منه منذ عشرات السنين .
الدستور الأردني لا يمنع تنصيب سيدة رئيساً للوزراء، في الدستور لم يحدد الجنس، باعتبار أن الرجال والنساء يجمعهما لقب واحد هو " إنسان " لا فرق بينهما.