اخترت هذا العنوان والذي جاء بصيغة سؤال عفوي من صديق صدوق ، خبير دولي وبروفيسور متخصص في " الرفاه الاجتماعي " ، يعمل أكاديميا في جامعة يابانية عريقة ، ماذا يفعل الملك ؟.
سؤال وجه لي عندما كنا نتابع سويةً عبر الشاشة الصغيرة احدى زيارات جلالة الملك الى احدى المحافظات ؟ قلت له : الملك في زيارة ميدانية الى احدى المحافظات ، فقال لي : دقق جيدا ، الملك يقوم بالكتابة ! ماذا يكتب الملك ؟ قلت : الملك يستمع الى المواطنين ويدون ملاحظاتهم ومطالبهم ويحتفظ بنسخ من هذه الاوراق ويوعز للجهات الحكومية المختصة للقيام بتنفيذها خلال فترة زمنية محدده ويتابع مراحل تنفيذها وعندما يزور هذه المنطقة يتأكد ان كل ملاحظات المواطنين تم تنفيذها.
وعندما شاهد جلالة الملك يجلس على الارض على فرشة متواضعة مع افراد احدى العائلات في بيت متواضع جدا جدا ، اندهش وقال لي : ما نعرفه ونقرأه عن قصص الملوك انهم مرفهون لا يخرجون من قصورهم وانهم يأمرون ولا يتابعون شؤون الرعية ، ولكن نحن امام مدرسة ملكية نادرة فريدة في العالم ، مدرسة انسانية اخلاقية تعتز وتقدر وتحترم انسانية الانسان وتصون كرامته ، وكم فرح صديقي الذي يتقن العربية عندما شاهد افراد الاسرة المقيمه في البيت المتواضع فرحين ومسرورين لوجود الملك بينهم ويتبادل معهم اطراف الحديث ، وأفراد الاسرة يرفعون ايديهم الى السماء ويتضرعون للمولى ان يحفظ جلالته ويمد في عمره ، وهذه الزيارة الميدانية لجلالة الملك ومبادراته المستمرة لتفقد شؤون المواطنين ومتابعة احتياجاتهم كانت عنواناً لسلسة محاضرات القيتها على طلبة الرفاه الاجتماعي من " كوريا ، والصين ، واليابان " خلال زيارتي الى اليابان في عام 2003 واسميتها " مدرسة الملك عبد الله الثاني في التنمية " .
جلالة الملك عبد الله الثاني في حراكه اليومي يقدم دروساً ومراجعات لاصحاب الشأن والقرار في الاجهزة الحكومية كافة ، لاتباع مدرسة جلالته التنموية المبادرة المتابعة القريبة من نبض المواطنين.
وجلالته يحرص في كل مناسبة من مناسبات الوطن للقيام بمبادرات لتذكير الجهاز التنفيذي الحكومي بان المواطن بحاجة لمتابعاتهم ، ومن يحلل نتائج زيارة الملك المفاجئة والتي قام بها متخفيا في غمره احتفالاتنا في يوم الاستقلال الى دائرة شؤون المرضى والتعليمات التي اوعز حينها جلالته للحكومه بتنفيذها بعد هذه الزيارة يصل الى نتيجة ان الملك يتابع طبيعة عمل كل دائرة او مؤسسة او وزارة في الحكومه وأوجه القصور في خدماتها التي تقدمها للمواطنين .
لوحه جميله تعكس بصوره عفويه اجمل معاني الصدق والحب والوفاء المتبادل بين القائد وشعبه .
عشر سنوات مضت قصيرة في عمر الزمن ، كبيرة في العطاء والانجاز ، مكلله بالنجاح والتقدم ، مسيجة بالتلاحم والالتفاف الشعبي حول قيادة جلالته لدعم مسيرته التنموية .
هل عرفتم ماذا يكتب الملك على اجندته الخاصة في زياراته الميدانية ؟ جلالته يكتب ويتابع احتياجات المواطنين الصحية والتعليمية والاقتصادية ، جلالته يرسم صورة الاردن المشرقة في كافة الميادين والمجالات التنموية ، والأردن بفضل الرؤية التي يتحلى بها ، ومتابعته وتوجيهاته اثبت للعالم كله ان دور الاردن اكبر واوسع من حجم وقدرة الأردن الطبيعية وموارده المحدوده جدا ، واستطاع ان ينقل الأردن الصغير الى قلب العالم الكبير فيجعل من الاردن انموذجا يحتذى في الميادين " السياسية والاجتماعية والعلمية والابداعية .
سؤال يجول في الخاطر ترى ماذا يكتب الوزراء والنواب والاعيان واصحاب العطوفة والسعادة على اجنداتهم ؟! .
** الكاتب د. حسين الخزاعي : استاذ مشارك في علم الاجتماع – جامعة البلقاء التطبيقية
Ohok1960@yahoo.com