ماذا يحدث في عمّان .. وإلى أين نتجه؟
اسيل جرادات
19-08-2019 03:19 PM
هزة كبيرة أصابت الشارع الأردني في الأيام الخمسة السابقة، هزة بسيطرة ليلية غامقة الملامح والوضوح، هزة لم نعتاد عليها من قبل، قلبت موازين الأمن والأمان في الأردن الذي كنا نتغنى به دائما ونفاخر به العالم، هزة أمنية سوداء بروادها المتسكعين، هزة رخيصة المستوى لكنها الأخطر أمنا.
اطلاق نار وطعن وهجمات من قبل عصابات النوادي الليلية، تليها فيديوهات تنتشر بين المواطنين سيئة الى أبعد الحدود، لم نرى هجمات متتالية للنوادي الليلية منذ سنوات بهذا الشكل وظهورها القوي بشكل سريع وانفلاتهم بهذا الشكل وبتسيب أخلاقي وعنف وسيطرة معلنة أمام الجميع.
دائرة الأمن والأمان اليوم في الأردن انحصرت على سرعة القاء القبض واغلاق القصة، لكن هذا لا يجدي نفعا، الأمن الداخلي الكبير الذي كان لدينا أصبح بدائرة مغلقة محكم من جميع الجهات وبتوجهات غريبة، قبل فترة قريبة كنا نستيق كل صباح على أخبار حوادث السطو المسلح على البنوك، الى ان اغلق هذا الملف، لنرى اليوم صعود هجمات النوادي الليلية في ثلاث ليالي متتالية وسط غياب أمني لا مبرر له.
في الحقيقة أن هؤلاء خرجوا من القبضة الأمنية وربما أصبحوا هم من يسيطرون على أجهزة الدولة عبر أذرع غير نظيفة حتى أقنعوا أنفسهم انهم فوق كل شيء حتى القانون هذا ما يجب أن يعرفه الأردنيين.
أصبحنا نعاني من تفكك أمني كبير لا نعرف أين سيؤدي بنا، ربما الى طريق مجهول او يعود بأدراجه لقوة جديدة. لنعود ونفكر بإجراءاتنا الأمنية وبمسؤولينا قبل أن نقع بحفرة عدم السيطرة ونسمح لغيرنا بزعزعة أمننا الداخلي وباستقراره.
لم نعد نعلم ما الذي يصيب الأردن ومن الذي يحرك هذه الموجات من فترة الى أخرى، كدولة عربية وحيدة معروفة بأمنها الداخلي وفخرها الدائم بهذا الاستقرار.