مسرحية سن الستين وموت وانت قاعداً
السفير الدكتور موفق العجلوني
19-08-2019 02:28 AM
المدير العام لمركز فرح الدولي للدراسات والبحوث الاستراتيجية
لا اعرف حقيقة كيف اتناول مسرحية سن الستين وموت وانت قاعداً، ربما يحتاج الموظف الى ٣٠ عاماً او ينقص او يزيد حتى يصل الى الدرجة العليا او الخاصه، الا إذا كان من اصحاب الظهور المشدودة فينعم عليه بعد سن الستين بمنصب وزير او سفير او نائب او عين لا عليك. هذا إذا لم يؤخذ بحقه قرار مت وانت قاعداً وهو في العقد الخمسين من العمر بحجة انه أمضى بين اروقة الوزارة او المؤسسة الرسمية او الدائرة الحكومية ٣٠ عاماً. ولا اريد ان ادخل في فصل مسرحية تقدير السجن!!! ولا اريد ان اتحدث عن مناصب عليا يتوارثها جيل عن جيل ووريث عن وريث وكأنها قطعة عقارية مسجلة بدائرة الاراضي والمساحة، او لوحة مركبة خصوصية برقم او رقمين او ثلاثة ارقام محفوظة بدائرة ترخيص المركبات في سجل المواريث.
هذه مسرحية، يعيش الاردنيون تفاصيلها عرضاً وطولاً.. فمسرحية سن الستين وموت وانت قاعد تتضمن فصولاً من الخفايا والاسرار و لا مجال لذكرها.
ان مسرحية سن الستين وموت وانت قاعداً في مؤسسات الدولة والتي اتخذت ذريعة لنفس يعقوب، تتعارض مع مصلحة الوطن اولاً وحقوق الانسان ثانياً، وتتماشى مع بعض المصالح الشخصية لأناس بعينهم ومسؤولين بعينهم ابوّ الا ان تكون هذه المؤسسات او الوزارات مزارع خاصة لهم او شركات مساهمة لهم النصيب الاكبر من الاسهم وبالتالي هم اصحاب القرار بالمناصب والمكاسب بغض النظر عن الكفاءة ومصلحة الوطن.
ما أهدف حقيقة اليه من اثارة هذا الامر ليس لهدف شخصي، وانما لأعاده الحقوق الى اصحابها وان يعاد النظر في مسرحية سن الستين في كافة مؤسسات الدولة، لان سن الستين في معطيات الدول المتقدمة هو سن العطاء وسن الحكمة والعقلانية وسن التوجيه والادارة والتمتين والتمكين والقيادة والابداع وتوجيه طاقات الشباب في الاتجاه الصحيح.
ولكن بكل اسف بسبب غياب التخطيط الاستراتيجي والإدارة بالأهداف وتجهيل القطاع العام وافتقار مؤسسات الدولة الرسمية والخاصة الى علم البيانات والحس المدني، فقد ضيعنا الشباب وطردنا العقول للدول الاخرى وأصبح الشباب بلا بوصلة توجههم وهمشنا الكفاءات الاردنية ممن بلغ سن الستين سن الحكمة والرشد والحكم الرشيد التنوير والابداع. حتى سياحتنا الداخلية هربت الى تركيا وشرم الشيخ، ووزيرة سياحتنا السابقة والتي كانت كبش فداء، كما كان زميلها الدكتور عزمي محافظة، كانت بنظري من خيرة وزراء السياحة نجاحاً “هربناها " سفيرة الي اليابان، ولا أعلم ما هي المعطيات لتولي معاليها هذا الموقع في اليابان - لا هي في العير ولا في النفير - هل سنري عشرات الألاف من السياح اليابانيين في الاردن بفضل خبرة معاليها في السياحة، ام كان من مصلحة الاردن سياحياً عدم اقالتها واستمرارها في مواصلة مشوارها وزيرة للسياحة ...!!
ومن هنا اخاطب اصحاب الحكمة والعقلانية والقامات الاردنية الوطنية من مسؤولين ومشرعين بالمطالبة بإلغاء هذه المسرحية مهزلة او مصقلة موت وانت قاعداً - بلوغ سن الستين - او أمضي ٣٠ عاماً في الوظيفة.
اما بخصوص معالجة الفقر والبطالة فهذه مسألة اخرى غير مرتبطة بسن الستين على الاطلاق، وحلها ليس على حساب سن الستين، فالدولة بالتعاون مع القطاع الخاص ملزمة ومجبرة بإيجاد فرص العمل ومشاريع للشباب مع المحافظه على العقول والخبرات والكفاءات لا التخلص منها وتهميشها وقتلها نفسياً وفكرياً واحالتها على موت وانت قاعداً!