الاعتداء على ليث شبيلات: قضية ضد مجهول!
جهاد المحيسن
27-10-2009 02:55 AM
"المخبز الذي تعرض للاعتداء فيه قد أصبح مشهورا الآن"! بهذه الكلمات، وكعادته مازح ليث شبيلات وفود الزوار الذين آمّوا مستشفى عمان الجراحي بعد تعرضه للاعتداء على يد خمسة مجهولين عندما كان يهم بشراء الخبز، ولاذوا بالفرار على متن سيارة من نوع مرسيدس.
هذا عن جانب الدعابة في الموضوع، لكن يبقى الجانب الأهم من ذلك، فما هي المبررات التي تدفع بمجهولين لتنفيذ مثل هذا الاعتداء في وضح النهار، وأمام مرأى ومسمع الناس؟ وهل وصل الانفلات في البلد إلى هذا الحد الذي يستهتر بحياة الناس وأفكارهم على حد سواء؟
فبحسب ما نعلم ويعلم الجميع، ليس هنالك ثارات شخصية بحق ليث شبيلات حتى يتم الاعتداء عليه بأسلوب تمثيلي رديء، كالذي نشهده على شاشة التلفاز؟
وإذا كان هذا الاعتداء قد تم على خلفية محاضرة ألقاها قبل أيام في رابطة الكتاب الأردنيين انتقد فيها الأوضاع السياسية، كما يقول هو، فإن ذلك يعبر عن مدى عمق المأساة السياسية التي وصلنا إليها، خصوصا أن الفترة الأخيرة شهدت عودة شبيلات إلى نشاطه السياسي بعد سنوات من الاعتزال.
ليث شخصية وطنية وسياسية تتمتع برصيد واسع من الاحترام على الصعيدين المحلي الأردني والإقليمي العربي، وليس من باب المصادفة المحضة أن يتم الاعتداء عليه لمجرد نزوة عابرة عند البعض من المجهولين الذين يرون فيه خصما لهم، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ مثل هذا النوع من الاعتداءات، فقبل سبع سنوات تعرضت سيارته للتكسير في عمان، وفي السياق ذاته تعرض النائب عبدالمنعم أبو زنط للاعتداء، ولا ننسى كذلك الكاتب ناهض حتر الذي كاد أن يفقد حياته قبل سنوات وبنفس الأسلوب؛ الاعتداء من قبل مجهولين.
وربما من السابق لأوانه الحديث عمن نفذ هذا الاعتداء، لكن من واجب الحكومة كشف هويات هؤلاء المعتدين وتعريف الناس بهم وبالخلفيات التي دفعتهم لمثل هذا التصرف غير الأخلاقي الذي يضرب بعرض الحائط كل القوانين والأنظمة التي من المفترض أن تحكم حركة الناس.
قبل أيام اخذ الأمن العام عطوة عشائرية على خلفية الاعتداء من قبل بعض الإفراد على احد المواطنين، فمن هي الجاهة الكريمة التي ستتوجه لأخذ العطوة من ليث شبيلات، وهل سيكون كل الحضور من المجهولين؟!
Jihad.almheisen@alghad.jo