هل سمعت يوما عن أنواع الجهل؟ نعم يا سيدي هناك أنواع لا حصر لها من الجهل، وإليك بعضا من أصنافها:
١٠ الجهل الأبوي: هناك آباء يجهلون كيف يديرون علاقاتهم مع أبناءهم، يتصرفون معهم وكأنهم أنداد لهم، فما أن يشب ابنائهم ، إلا وقد أصبحت الفجوة بينهم كبيرة جدا، فترى الأبناء عندما يتزوجون، تأخذهم الحياة وينشغلوا عن آبائهم أو يتظاهرون أنهم منشغلون! فيتركونهم منعزلين لا ونيس ولا صديق. وهذا كله بسبب جهل الآباء في بناء علاقة صحية مع أبناءهم، ما يلبثوا إلا ويجنون ثمار القسوة والبعد عنهم.
.٢الجهل الثقافي: ما أكثر المتعلمين الجاهلين، يمتلكون الشهادات العليا وقد خبروا سلك التدريس والكتابة والتأليف وغيرها من المهن والمناصب المرموقة. فتراهم يفتقدون القدرة على التعامل مع الآخرين، لسوء الطبع والخلق، الأنانية المفرطة، وحب الظهور، فينقطع حبل التواصل والتفاهم مع المحيطين بهم لأبسط الأمور، وبمجرد نقاش لا يعدو جسر الهوة بينهم وبين الطرف الآخر، إلا وعادوهم واعتبروها اهانة موجهة لهم بعينهم. أما في بيتهم فالعجب العجاب، يعاني أبناؤهم من عصبيتهم المفرطة وفقدان أي وسيلة للتفاهم معهم.
.٣الجهل الإجتماعي: لقد سمعت أشياء غريبة عن بعض الأفراد في مجتمعاتنا العربية، لا تعرف كيف تندمج في مجتمعاتها، آثرت العزلة على الانسجام مع الأصدقاء وزملاء العمل وحتى أسرهم. يعيشون حالة من التقوقع والوحدة فترات طويلة، يكرهون مصاحبة الناس من باب البعد عن البشر غنيمة! وإذا اصطرتهم الظروف والجلوس والحديث، لا يستطيعون انتقاء الكلمات والعبارات، قد يؤذون جلسائهم وهم لا يشعرون، يرتبكون وتتشوش عندهم الأفكار، عندما يرون جمعا من الناس، حتى أنهم لا يعرفون كيف يتصرفون إذا مروا من أمامهم! يشعرون أن الأنظار تراقبهم. فالحق وضعهم صعب جدا، وعلاجه أصعب إذا تصوروا أنهم يحسنون صنعا.
.٤الجهل الإداري: هناك كثير ممن يمتلكون شركات ومؤسسات ولكن لا يمتلكون المعرفة الكافية لإدارتها الإدارة الصحيحة ! إما تسلطيا بحيث لا يستطيع معه الموظف أن يطالب بحقه، وإلا الطرد مصيره، أو فوضويا والتسيب في كل شئ، لا يعرف معه الموظف هل هو في عمل أم في سيرك! ففي الحالتين لا يوجد معنى للإدارة الحقيقية، يصبح كل شئ مبهم وغامض، ففي الحالة الأولى كأن الموظف في سجن لدرجة الاختناق، والحالة الثانية يساق إلى حافة الضياع والتشتت، هناك مئة مدير، والمدير الحقيقي في حيص بيص، لا يعرف كيف يتحكم بمؤسسته، انفلت العقد وصار أضحوكة لمرؤوسيه.
تلك هي أصناف الجهل وما أكثرها، لكننا آثرنا أن ندرج بعضا منها، لربما في مقالات قادمة ندرج أصنافا أخرى.