رشيدة طليب وادوارد سعيد ومواجهة إسرائيل
ماجد الأمير
18-08-2019 10:38 AM
في نقاش مع سفير دولة أوروبية في عمان قال بالحرف الواحد «بوفاة المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد خسر
الشعب الفلسطيني صوتا مهما في الولايات المتحدة الأميركية لا يمكن تعويضه» حينها قلت له نعم ادوارد
خسارة كبيرة ولكن عليك مراقبة الفلسطينية رشيدة طليب التي فازت بعضوية مجلس النواب الأميركي لأنها
ستشكل حالة مناصرة لفلسطين داخل الكونجرس، وهذا ما كان ينقص الفلسطينيين في واشنطن». منذ اليوم الأول لفوزها أرسلت رسالة مهمة للعالم «بأنها ستكون صوتا لفلسطين داخل الكونجرس فكانت خطوتها الأولى هي اداء
القسم وهي ترتدي «الثوب التراثي الفلسطيني» كرسالة بأن هناك شعباً فلسطينياً تعرض للظلم على يدي دولة إسرائيل التي اقتلعته من أرضه بالقوة والاحتلال وبالدعم الغربي، كما أنها حرصت عند دخول مكتبها في الكونجرس على كتابة فلسطين على الخارطة الموجودة في مكتبها، علاوة على تصريحاتها التي تتحدث عن القضية الفلسطينية والظلم الذي وقع على الفلسطينيين.
القضية البارزة لرشيدة طليب هي العمل داخل الكونجرس لدعم فكرة حملة مقاطعة منتجات المستوطنات الاسرائيلية «bds «مع زميلتها الهان عمر باعتبارها حرية رأي، وهو الأمر الذي تعتبره إسرائيل بأنه خطر عليها خاصة وأن هذه الحملة انتشرت في أوروبا بشكل لافت.
طليب وزميلتها الهان أحدثتا ضجة في الأوساط السياسية الأميركية والاسرائيلية بالطلب بزيارة فلسطين، وهنا بدأ الجدل داخل حكومة إسرائيل والتي بعد مشاورات مع الرئيس ترمب قررت عدم السماح لهما، إلا أن قرار نتنياهو بعدم السماح بالزيارة لقي معارضة داخل الحزب الديمقراطي ومن رئيسة مجلس النواب الأميركي.
رشيدة طليب استطاعت من خلال فكرة الزيارة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بل أنها تسعى لإحداث تغيير في الحزب الديمقراطي الأميركي تجاه الدعم الاعمى الى إسرائيل من خلال
التحالف مع السيناتور بيرني ساندرز الذي يدعم قيام دولة فلسطينية وينتقد إسرائيل وممارستها تجاه الشعب الفلسطيني الامر الذي حدا بطليب رفض الزيارة بعد ان سمحت اسرائيل لها بدخول فلسطين ولكن لغايات انسانية لزيارة جدتها بشرط عدم مرافقة الهان عمر وأيضا عدم القيام بأي نشاط سياسي وخاصة الترويج لمقاطعة
اسرائيل، بل النائبة طليب قالت «عندما فزت، أُعطي الشعب الفلسطيني الأمل بأنّ أحداً ما سيقول في النهاية الحقيقة عن الظروف اللاإنسانية». وتابعت «لا يمكنني أن أسمح لدولة إسرائيل بأن تسرق هذا النور عن طريق إذلالي واستخدام حبّي لجدّتي للخضوع لسياساتها القمعية والعنصرية».
فهي تريد ايضا ان تقول للمجتمع الاميركي ان دولة اسرائيل التي يدعمها دافع الضرائب الاميركي بالاموال والاسلحة هي دولة فصل عنصري وتمارس سياسة القمع والاضطهاد والعنصرية تجاه الشعب الفلسطيني صاحب الارض الحقيقي. النائبة رشيدة طليب كما يقال فانها تحفر في الصخر ولكنها قوية بارادتها وبايمانها بحق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وزوال الاحتلال عن مدنه وارضه لذلك عندما خاطبت اهلها في رام االله يوم فوزها في الانتخابات قالت لهم (سأرفع رأسكم). (الرأي)