نختلف كثيرا (...) اعماقنا لا تعد سنوات العمر، تعيننا كثيرا بقدر ما تحمله لحظات العمر.
..ولا نتوقف كثيرا امام المواقف، بقدر توقفنا امام البشر لنصبح قادرين اكثر واكثر على تفهمهم وقراءة ما باعماقهم
بعد عمر الاربعين نختزن الكثير بقلوبنا ونفوسنا لم نعد نمتلك تلك القدرة على البوح بكل ما يعترينا لاننا ندرك ان البوح بغير مكانه ياخذنا الى اماكن اخرى بالعمر لا نريدها.
بعد عمر الاربعين نصبح قادرين على فهم الحياة جيدا نعلم انها محطات تمضي ومحطات آتية ولا نملك ان نتوقف عند واحدة منها ونرى ايام العمر فقط من خلالها
لربما لان محطات العمر التي مضت علمتنا الكثير منها ما آلم قلوبنا ومنها ما زودنا بخبرات لم نعد نقوى على المضي دونها.
بعد عمر الاربعين، يصبح معنى الحب (...) مختلفا نتوق للحظات من الحنان لحظات من التفهم التي تعني لنا كل ما نحتاجه.
فمشاعرنا اصبحت اكثر رغبة للطمأنينة والروح تتوق لمن يشعر بها ويمنحها ما تحتاجه!
بعد عمر الاربعين لا تعنينا العلاقات الانسانية بكثرتها بل نصبح بحاجة لقليلها التي تمدنا بذاك القدر من الاحساس بنا والغوص باعماقنا فنقضي تلك اللحظات برفقتهم دون ان نكون مجبرين على الدخول بادوار لا تناسبنا ولا نشعر خلالها باننا نحن
بعد عمر الاربعين نبحث عن لحظات الهدوء التي قد لا تروق للاخرين الاقل عمرا منا فنصبح لهم » كبارا » باعمارنا ورؤيتنا للحياة
بعد عمر الاربعين نحاول ان نستعيد اعمارنا التي مضت مع من هم اصغر منا ان نلتقي نحن وهم في نقطة واحدة بالرغم من اختلاف طريقنا وتفهمنا للحياة فلا هم مثلنا ولا نحن قادرون على رؤية الحياة كما يرونها ورغم كل ذلك لا بد لنا ان نلتقي بمرحلة ما كي لا نخسرهم
بعد عمر الاربعين نتفهم اكثر لحظات الغضب ؛التي كانت لسنوات عدة تتحكم بايامنا وحياتنا فنشاهدها عن بعد وندرك انها كان يجب الا تكون وكان يجب الا نتوقف امامها كثيرا لانها تستنفد افكارنا ومشاعرنا وتقودنا لخسارة الاخرين في وقت كان يمكن ان يمضي
بعد عمر الاربعين نتصالح مع ذاتنا اكثر لاننا نكون على موعد مع فصول الحياة التي مرت نرى منها ما تحقق ومنها ما لم يكن لنا برغم قدر احلامنا وامنياتنا
بعد عمر الاربعين نبحث عن لحظات الفرح باشياء بسيطة من حولنا.... كحنان حبيب... غير منتظر.... كرفقة صديق بحجم العمر نكون امامه كما نحن دون اداء ادوار اخرى.... كابتسامة طفل وفرحته التي تساوي العمر كله وتعني لنا الفرح ايضا.
بعد عمر الاربعين لا نرغب بالتوقف امام خيباتنا وانكساراتنا بل كل ما نفعله ان نتركها تمضي برغم كل ما خلفته بنفوسنا من مشاهد لا تنسى لكننا ندرك جيدا ان التمسك بها واستعادتها ستزيدنا الما لم نعد نريده
بعد عمر الاربعين من نحن حقا
ماذا حققنا... واين نحن من احلامنا...؟
اين نحن بنفوس وقلوب الاخرين...؟
هل كان بعضهم يستحق منا ما قدمناه؟
..في هذا العمر؛ كل ما نحتاجه ان نكون نحن... ان نجد انفسنا وان نبحث عن الراحة والطمأنينة وان نقترب اكثر واكثر من الاخرين من حولنا الذين فقط لهم نفس قلوبنا وذات نفوسنا ورؤيتنا للحياة فتلك الاوراق المتعبة التي مررنا بها لم نعد قادرين ان نستعيدها باي حال من الأحوال.
الرأي