القاضي تكتب: ساندي حباشنة .. "نسجنا لك من أهداب العين سياجاً"
إخلاص القاضي
15-08-2019 06:27 PM
لا زال بريق عينيك وانت تطلين عبر شاشة التلفزيون الاردني الذي احترم؛ ذات غدر وحقد وإرهاب، لترتجلين حباً بالجيش والوطن، ولا زال صدى صوتك الصداح "نسجت له من اهداب العين شماغاً" أنشودة وطنية لعشق في حجم بعض الورد الإ انه لنا الكون بكليته، في ذلك اليوم عانقتي رصاص الحرف فارتد علينا موشى بالغار والدحنون وشموخ تجذرنا بالأرض التي بفضل السواعد السمر يوماً ما هانت ولن تفعل.
لا عليكِ يا عذبة الصوت إن زل لسانك، أو تابع عن غير انتباه أو قصد لما هو مكتوب امامك، "فجل من لا يسهو، ولكل جواد كبوة"، ولا عليكِ ممن يتحفز ليتنمر، وممن ينتظر لينتقم لغاية في نفسه، وممن لا يضع نفسه مكان المخطىء فينظر مجلدات وهو مسترخِ يبحث عن جمع ل"اللايكات" بتنمره على "بنت بلده"، وممن وجد في الهفوة فرصة لتفريغ حبه أو كرهه للجيش العربي السوري الذي يؤدي رسالته الوطنية في الدفاع عن أرضه وترابه، ولا يتشاطر احد في شتم أي جيش عربي، لانه مؤسسة مقدسة عند كل من ينتمي اليها، بمعزل عن موقف أي منا حول ما حدث ويحدث في سوريا الحبيبة.
ساندي حباشة، اول مذيعة اردنية ترتجل على الهواء مباشرة دون أن ترتجف، اجرأ مذيعة تعرف ماذا تقول دون أن تتلعثم في وقت عانى منه الاردن الأغلى من حقد الارهاب، فلا ننسى تباشير بداياتها كإعلامية واعدة، أراهن انها قادرة اليوم وبلا منازع على العمل في أهم الفضائيات العربية، وسنرى ان ذلك سيتحقق آجلاً ام عاجلاً، فتلك هي عجلة و حركة الاعلامي الموهوب والمحاور الذكي المثقف، ولنا في اعلامياتنا الاخريات قدوة مهنية، منتهى الرمحي وعلا الفارس تزينا بحضورهما اللائق شاشات الفضائيات العربية، وتتحولان لارقام صعبة في بورصة العمل الإعلامي العربي، وهذا فخر للأردن ولصورته وقدرته في تعزيز مكانة الاعلامية وحضورها المتميز على إمتداد الخريطة العربية.
لا عليك ساندي الجميلة، رب ضارة نافعة، فخطأ غير مقصود ضاعف من شهرتك التي وصلت إلى آفاق العالم، وهنا المضحك المبكي، حيث قالها لي احدهم: لم اسمع بها مذيعة إلا بعد تلك الهفوة.
وهنا استغرب حال هذا الواقع الذي نعيش، إذ لا يذكر احدنا إنجازات الآخر وتقدمه وتطوره، ولكن نتذكر خطأه، وإن كان غير مقصود لذاته، فلنتعلم إذن أو نتدرب على ثقافة الثناء والعرفان، وأن نبتعد عن التنمر والتحفز والتوثب لتصيد العثرات، واعلاء رائحة الشماتة النتنة، أن نعزز دور الاعلامية الاردنية المهنية المجتهدة، وان نكون لها عضداً، وأن نصفق للمتفوق وقت الانجاز، وأن نحيطه برحمة وانسانية وسند لدى السهو والتعثر.
كثيرة هي عثرات المذيعين والمذيعات على الهواء، ولكن في زمن "التريندينغ" صارت مادة دسمة لرفع أسهم مواقع أو حسابات على السوشيال ميديا واليوتيوب، جميل أن نساير العصر، قبيح ان يكون ذلك على حساب كرامات ومشاعر الناس، وتذكروا ان معظم حالات الانتحار مؤخرا ناجمة عن الكم الهائل للتنمر ولخطاب الكراهية والشحن والشماتة والتخوين والاختلاف بوجهات النظر على سفاسف الامور، وترك القضايا الكبرى على رف المراوحة طالما شغلنا بملفات ممزقة، لا ترقيعها يحل مشاكلنا، ولا حرقها ينظف عقولنا، ولا محاولة قراءة ما فيها يخدم النص.
ساندي حباشنة..
نموت نموت وتحيا بنا الكرامة والموقف، واعتذارك يا عالية الجبين كرامة وموقف، وفقك الله، وأجارك من رصاص "نيران صديقة".