اسرائيل تتطور من دولة عدوانية .. الى دولة عدوانية حمقاء!!
د.احمد القطامين
26-10-2009 03:26 PM
تلقت اسرائيل ضربة موجعة عندما صوتت اغلبية الدول اعضاء مجلس حقوق الانسان العالمي بالموافقة على توصيات تقرير جولدستون، الذي تضمن اتهامات مباشرة وواضحة تماما نسبت لاسرائيل ارتكاب جرائم حرب وجرائم تتعارض مع القانون الانساني الدولي اثناء هجومها الاجرامي على قطاع غزة.
فالبرغم من سعي المندوب الاسرائيلي والمندوب الامريكي لعرقلة التصويت على التقرير، ومحاولات المندوب الفرنسي المتكررة لتأجيل التصويت لافساح المجال لممارسة المزيد من الضغط على الدول الصغيرة للتصويت ضد التقرير، الا ان عددا كبيرا من الدول صوتت الى جانبه.. لتوجه بذلك لطمة قوية الى الكيان الصهيوني المتعجرف والذي كان يعتقد ان العالم بدوله وكياناته كلها في جيبه.
ان الغريب ان نتنياهو سارع الى دعوة اركان حكومته المصغرة، وهي خلية وزارية لادارة الازمات، الى اجتماع عاجل اعلن بعده انه طلب منهم ان يقدموا على عجل اقترحات لتغيير قوانين الحرب الدولية بالطريقة التي تسمح لاسرائيل ان تغير على من تشاء وتقتل من تشاء متى شاءت دون ان يكون هنالك امكانية لمساءلتها على سلوكها الاجرامي.
ان هذا السلوك الارعن يدل على ان اسرائيل فقدت الحد الادنى من صوابها، وانها تتصرف ككيان احمق لا يفهم مدلاولات الاشياء ولا المعطيات التي تحكم المواقف، كما انها كيان لا يستطيع رصد التطورات في بيئته الخارجية وتحليلها بصورة مناسبة. لقد تعود هذا الكيان على التصرف كيفما شاء وبلا ضوابط بدعم من اليمين المتطرف في امريكيا اثناء رئاسة بوش الصغير.. ولا زال هذا الكيان لم يستوعب بعد ان الامور قد تغيرت وان آليات العمل وقواعده قد جرى تبديلها.
تصوروا ان التصويت على تقرير جولدستون تم وادارة اليمين الامريكي المتطرف لا زالت في البيت الابيض، فما الذي قد يحدث.. ان من المؤكد ان التصويت لن يتم، واذا قيض له ان يحدث فستصوت اغلبية الدول ضد التقرير بسبب التخويف والابتزاز والبلطجة الامريكية.. ولكن، اما لاسرائيل ان تتمعن في الحدث وتحاول استخلاص العبر التي قد تساعدها على التصرف كدولة بدلا من هذه السلوكيات التي تحكمها ثقافة القتلة وقطاع الطرق.. والعيش على ذكريات سنوات اليمين الامريكي في الحكم ؟
لا اعتقد، ولا اعتقد ان انسانا عاقلا يعتقد ان دعوات نتنياهو لتغيير قوانين حقوق الانسان في العالم هي دعوات تصدر عن سياسي عاقل.. بل هي في الحقيقة تجليات مرضية لسياسي متطرف يمتلك بين يدية قوة هائلة لا يعلم احد كيف سيستخدمها.. ان حالة نتنياهو وطاقمه المتطرف تشبه الى حد كبير حالة طفل صغير يقبض بيديه على قنبلة شديدة الانفجار وهو يسير بين جمع حاشد من الناس.
ان على العرب والعالم ادراك ذلك والسعي الحثيث لمعالجته قبل فوات الاوان.
qatamin8@hotmail.com