نشميةٌ عَشِقَتْ الأردنَّ والكوفيّة
من فيضِ قلبها والعشقِ رَدّدت للوطَنِ كلماتِ انتماءِ الشرفاءِ والصّادقين
كركيّةٌ، آتيةٌ جُذورُها من "راكين" ، حَملَت كبرياءَ هذه الجَغرافيا وعزّةَ مؤابٍ
من "عروض حبّاش" ورثت اسمها والشموخ
إنّها التي ما زلَّ قلبُها وصدقُها -وأن زلَّ لسانُها-
ذاتَ وقفةٍ مع الوطَنِ أَنشَدت. ومع الأمّ الاردنيّة نَسجت شماغاً من أَهداب العين
ومع كلِّ الأمهاتِ اللواتي هَمسن بأُنشودةِ حبِّ الأم للوليدِ وللتٍراب، قَبَّلَتْ بِروحِها وبكلماتِها بَدلةَ الشهيدِ العسكريّة والفوتيك.
وَككُلّ لابساتِ المدارق، امتلأَ قلبُها باحساسِ وجعٍ ممزوجٍ بالفخر، وقبلَ الفخرِ وبعدَ الفخر، بالأيمان، عِندما عَانَقَ
الرصاصُ قُبلاتِ الأمّ الأردنيّة، فترددت على حجارة قلعةِ الكرك، أصداءُ أهزوجةٍ لتضحيةٍ ستخلدها ذاكرةُ بلدي،على المدى والأردنيون!
بصفاءِ وطنيتّها عاينَت يَدَ البطلِ تُربّتُ على قبلاتِ تلكِ الثكلى والرصاصِ.
نشميةٌ ظلّت تُطلُّ علينا بعروبيتها وبنفَسٍ مؤابيٍّ مملوءٍ قداسةً وعشقاً، يَطغى على ثرثراتٍ لا تُريد -ولن تستطيع- الاّ ان تكون دخاناً، لن يُدنسَ عِشقَ الأوطانِ وقدسيةَ الإيمان
منها خَرجت الكلماتُ خاشعاتٍ بين يَدَي روحِ الشهيدِ وفي محرابِ الوطَن، محمّلةً بعطرِ الفروسيةِ وصلابة الجندية، وبسالةٍ شهدَّت لها (الهيّة)، لتعطيَ درساً يَسمو كوقارِ مؤابٍ على المتذبذِبين وكلِّ (الذُبابِ)
نموتُ نموتُ ويحيا الأردن.