استعير عنوان مسرحية
" الغثيان" لجان بول سارتر
ناشر الفلسفة الوجودية للتعبير عن الحالة التي يعيشها الأردنيون والعرب والمسلمون اليوم مما هم فيه . إنها حالة غثيان تستدعي القيئ وآلام المفاصل والعضلات واللثة والأسنان والدوخة وربما السقوط . هذا هو العَرَض ، أما المرض فهو الإدارة الفاشلة
أوالمشلولة أو التائهة أو المتآمرة أو القاتلة الدموية . نقول هذه الأوصاف لتشمل الصور التي ترد إلينا عن العالم العربي والإسلامي .
فالغثيان سياسيا" لانقسام الأمة وضعفها وجبنها وهيمنة المتغطرسين الصهاينة ومن معهم من إدارات العالم المتآمر . كما ان هذا الغثيان السياسي مشاهد حين نرى دكاكين الأحزاب تقف عاجزة مشلولة أمام الإدارة التي تلاعبهم خمس ورقات بالترغيب والترهيب والتطنيش حتى وصلنا الى مرحلة " بكاء إحد أمناء الأحزاب الأردنية " نعم بكاء !!! .
ويعلو الغثيان حين نرى مجيئ رؤساء حكومات من وراء الشمس وعبر البحار ليسوا من عجول البلاد ولا يعرفون لغة خلف وفنخر ، ولا يفهمون لهجة البدوي والفلاح ولا ألم من عاش في المخيم !! ولا يشعرون بألم الجندي والمزارع والغلبان !! وكل ما في الأمر أن سياسة تقريب المغمورين والاعتماد عليهم هي السائدة والمعتمدة .
وعند النظر الى الاقتصاد فهو الغثيان الأعظم، فالمواطن العربي صار مهموما" وهاجسه خبز رغيف أولاده ، وكيف يمكن ان يصل اليه بينما يرى الحكومات تتغول على جيبه باعتباره البقرة الحلوب !! وهي اي الحكومات لا تفعل شيئا" لأبناء الوطن المتعطلين عن العمل !! إنهم جيش كبير بل قنبلة موقوتة !! وأضحك حين أستمع لرئيس حكومة يقول انه سيوجد من تحت الأرض 30 فرصة عمل بينما كمبيوتر الحكومة الأردنية يقول انه لديه ما يقرب من 400000 طلب وهو رقم يزداد سنويا" في متوالية هندسية وعددية لا يفهمها السيد الكمبيوتر . أما الفقر فليست المسألة اتساع جيوبه بل تم خرق الجيب وتمزق السروال وذاب الثلج وبان المرج ولا صرخة عمرية لقتل الفقر او مشاغلته . ان تحويل الشعوب الى مجموعات متسولة سياسة دولية كبرى تقول " جوع كلبك يتبعك " حاشا كل الناس لكن المثل هكذا !! وهنا يصيبنا الغثيان من الفريق الاقتصادي ومؤشرات النمو العكسي بل تفجر ارقام المديونية وكأنها قدر لا مفر منه !! والحاصل حكومات فشل سياسي واقتصادي فماذا بقي لهم من دور ؟! الغثيان السياسي والاقتصادي كفيلان لنا بالضربة القاضية لغثيان اجتماعي ماثل للعيان ولغثيان فكري ولغثيان نفسي .
الحل : الاعتراف بالمشكلة وإسناد مهمة الانقاذ لحكومات وطنية شعبية أمينة قوية وبغير ذلك ستبقى القربة مثقوبة
" مخزوقة " وربما يكون الطوفان المدمر فالأمر
جد لا هزلا" فهل بلغت ؟!