الاوراق النقاشية الملكية والرؤساء الاربعة
السفير الدكتور موفق العجلوني
14-08-2019 11:14 AM
في عرس وطني أردني اقيم بتاريخ ٢/٢/٢٠١٩بمناسبة مئوية البيعة وشرعية الانجاز وإشهار كتاب اوراق نقاشية، ليضع بين يدي القارئ الأوراق النقاشية السبعة لجلالة الملك ورؤيته لنستلهم منها بناء أردن المستقبل. وتشخيص الواقع ووضع الحلول المناسبة، التي تمكّن من إيجاد البيئة الخصبة، لتطبيق كافة المضامين التي أشار إليها جلالته في الأوراق النقاشية، وهذا يقودنا في نهاية المطاف لمختلف تحدياتنا، انطلاقا من الرؤية الملكية للإصلاح الشامل.
وقد ترأس جاهة هذا الحفل الوطني الملكي اربعة من الرؤساء الاردنيين القائمين على رأس عملهم وهم: دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ودولة رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز ومعالي رئيس الديوان الملكي السيد يوسف العيسوي، وسعادة رئيس مجلس النواب بالإنابة. وكل من هذه القامات الاردنية التي نكن لها كل تقدير واحترام وتحضي بثقة جلالة الملك، وتلمس الفرحة والابتسامات العريضة على محياها الطيب.
هذه الجاهة الكريمة لهذا العرس الوطني الملكي والتي ضمت ما يقارب من ٥٠٠ شخص من رجالات الدولة اصحاب المعالي الوزراء والسعادة السفراء والعطوفة وقامات اردنية علمية واكاديمية وشيوخ ووجهاء ورجال اعلام وصحافة وشخصيات من المجتمع المدني واصدقاء، كانت بدعوة من معالي الوزير الاسبق الدكتور حازم قشوع صاحب كتاب اوراق ملكية. وكان موضوع الجاهة الكريمة هو للإشهار هذا الانجاز السباعي المضامين خارطة الطريق الملكية الاردنية، وايذاناً بالمباركة بهذا العرس الوطني بالأوراق النقاشية الملكية والتي باركها كافة الاردنيين.
ادلى كل من الرؤساء بدلوه، وكان اول المتحدثين رئيس مجلس الأعيان دولة فيصل الفايز والذي قال: إننا نحتفل اليوم بإشهار كتاب "الأوراق الملكية برؤية استراتيجية" لحازم قشوع، والذي يقدم فيه قراءة موضوعية وعميقة، لمختلف المضامين التي تحدث عنها جلالة الملك في أوراقه النقاشية، فالكتاب حقيقة هو بمثابة قراءة تشخص الواقع، وتضع الحلول لمختلف تحدياتنا، انطلاقاً من الرؤية الملكية للإصلاح الشامل.
وتعتبر هذه الاوراق بمثابة رؤية ملكية لمستقبل الإصلاح في الأردن، بمختلف جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قدم من خلالها جلالة الملك عبد الله الثاني، تصوراته ورؤيته حول كيفية قدرتنا على مواجهة التحديات والتغلب عليها، ومواصلة الإصلاح الشامل، وفق خطى مدروسة وثابتة، بحيث يكون إصلاح نابع من ثقافتنا وقيمنا وتطلعاتنا.
الا ان دولة الرئيس الفايز استدرك قائلاً : على الرغم من مطالبة جلالة الملك مختلف القوى السياسية والاجتماعية والحزبية، وكافة مؤسسات المجتمع المدني، بفتح حوار حول الاوراق النقاشية والوصول الى توافق وطني للسير في تنفيذها ... لكن للأسف نحن بكل مكوناتنا، لم نتعامل بالمستوى المطلوب مع هذه الأوراق، رغم العديد من ورش العمل والندوات والتحليلات التي تناولتها، فكل هذا الجهد كان مبعثراً وغير منتج ، وقد كان الأولى بالجهات المعنية والأحزاب السياسية والنقابات المهنية، أن تفتح حواراً وطنياً شاملاً حولها، للوصول إلى توافق وطني حول الإصلاح الذي نريده، من أجل مستقبل بلدنا. بنفس الوقت لم يكن التفاعل المجتمعي الكلي مع الاوراق النقاشية لم يكن بالمستوى المطلوب، ورغم ذلك فإن هذا الكتاب، الذي يقدمه الكاتب حازم قشوع، هو بمثابة قراءة موضوعية وعميقة، لمختلف المضامين التي تحدث عنها جلالة الملك في الأوراق النقاشية.
وهنا مربط خيلي حقيقة ... ولا بد ان اتوقف عند كلام دولة الرئيس الفايز: " لكن للأسف نحن بكل مكوناتنا، لم نتعامل بالمستوى المطلوب مع هذه الأوراق" ...وخاصة ان اوراق جلالة الملك النقاشية تمثل البوصلة التي تؤشر على أن الأردن قادر على أن ينتصر على ذاته لذاته، كيف لا وهو شعب عظيم وقيادته عظيمة ولديه جيش وأجهزة أمنية يقظة. بنفس الوقت فقد مثلت هذه الاوراق الملكية النقاشية برنامجا سياسيا كاملا لـ (58) مبادرة ملكية نوعية في كل المجالات وموزعة على خمسة محطات منها الحكومة البرلمانية وما هي وكيف تكون؟ وكيف يمكن أيضا تعزيز المجتمع المدني؟ وما حجم المجتمع المدني القائم وكيف ندفعه لمزيد من التكامل والمشاركة ووضع الكتف إلى جانب الروافع السياسية الأخرى وتطوير هذا المجتمع ليحمل الحداثة ويبشر بالدولة المدنية ويحصن من الردة أو الانقلاب على الانجازات الماثلة.
وهنا اعيد طرح التساؤلات التالية مرة ثانية:
نحن بكل مكوناتنا، لماذا لم نتعامل بالمستوى المطلوب مع هذه الأوراق، وخاصة ان اوراق جلالة الملك النقاشية تمثل البوصلة التي تؤشر على أن الأردن قادر على أن ينتصر على ذاته لذاته؟
كيف يمكن أيضا تعزيز المجتمع المدني؟ وما حجم المجتمع المدني القائم وكيف ندفعه لمزيد من التكامل والمشاركة؟
هل الحضور الكريم بحجم ما يزيد عن ٥٠٠ شخصية بعد خروجه من هذا الحفل بما فيهم الرؤساء قاموا بتحرك بحجم هذا الحفل وبحجم مضمون الاوراق النقاشية؟ التي تمثل البوصلة وان الاردن قوي بقيادته بشعبة بقواته المسلحة واجهزته الامنية؟
هل اصحاب المعالي الوزراء ناقشوا مع مساعديهم وموظفيهم مضمون هذه الاوراق وكيفية العمل على تطبيق ما جاء فيها؟
هل جامعاتنا ومدارسنا ومؤسسات المجتمع المدني عقدت اللقاءات والاجتماعات والحملات التنويرية حول مضمون الأوراق النقاشية؟
هل كلام الليل يمحوه النهار، ونقتصر فقط على اقامة الحفلات والندوات والخطب والكلمات الرنانه؟
كم عدد الذين قرأوا الكتاب: اوراق نقاشية من ضمن ال ٥٠٠ الحضور؟ ربما اعرف الجواب الذي سيكون صادماً.
كم هم من الحضور الذين استلموا الكتاب الهدية القيمة والتي تحمل خارطة الطريق الاردنية سياسياً واقتصاديا واجتماعياٍ واكاديمياً وقاموا بقراءته والتعليق على مضمونه والفكر الشامل لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله؟
كم من هؤلاء ال ٥٠٠ قام في اليوم الثاني بالاتصال بالدكتور قشوع وقاموا بتوجيه الشكر له على هذا الانجاز غير المسبوق وعلى هذا الحفل غير المسبوق ايضاً والذي جاء بمبادة خاصة منه شخصياً غفل الكثيرون عنها؟
كم من جامعاتنا ومكتباتها قامت بوضع كتاب اوراق نقاشية على الرفوف الرئيسية للكتب الاهم والاكثر قراءة؟
كم من اساتذة الجامعات في جامعاتنا الرسمية والخاصة اوصوا الطلبة في تخصصاتهم في العلوم الانسانية والسياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع باعتماد الاوراق النقاشية أحد مصادر البحث العلمي في أبحاثهم.
باعتقادي ان حازم قشوع بعث برسالة عميقة ومباشرة من خلال هذا الكتاب الموسوعة وهذا الحفل الوطني داعياً الجميع للأخذ بزمام المبادة بالإبحار في عمق الاوراق النقاشية على عرض وطول الوطن والدعوة لتنشيط سياستنا الخارجية اقتداءً بجلالة الملك في الداخل و الخارج و تزويد سفاراتنا وبعثاتنا الدبلوماسية في الخارج بنسخة من كتاب اوراق نقاشية ، وتوسيع قاعدة الديمقراطية البرلمانية و الحزبية الوطنية المسؤولة والدبلوماسية الشعبية بحيث تكون الظهير والسند للدبلوماسية الرسمية، لان التحديات الداخلية والخارجية تتطلب ذلك، وان ينخرط الجميع في خدمة الوطن وخاصة اننا نحتفل في مئوية البيعة وشرعية الإنجاز.
وكلمة اخيرة، لا بد من توجيه الشكر الكبير الى حازم قشوع على هذا الجهد المبارك ورسالته للجميع ان نكون مبادرين سائرين خلف جلالة الملك وان يرى جلالة الملك انجازاتنا ويتغنى بها كما نتغنى نحن ونرفع رؤوسنا عالياً بقيادتنا الهاشمية، في ضوء خارطة الطريق التي رسمها لنا في الاوراق النقاشية الملكية السبعة، هذه الرسالة الشاملة والشافية والوافية، والاردنيون ان شاء الله سيكونون عند ثقة جلالة الملك اجلاً او عاجلاً ولو بعد حين. حمى الله الاردن وقيادته الهاشمية وشعبه الاردني الاصيل.