بعيدا عن دهاليز السياسة ومناخاتها المتلاطمة المتذبذبة تبعا للمصالح وبعيدا أيضاً عن فلك الاقتصاد ودورته مابين الانتعاش والانكماش. ليكن للثقافة والمعارف وقفة متعجل تأتي من المتابعة لواقع تشكل من السطحية لدى الكثيرين في تناول الأحداث بضآلة كبيرة في المعارف أشبه ما تكون بأمية في الطرح.
فالشهادة أعمق وأكبر من رخصة دخول هكذا يجب أن نقرأها، فغياب الثقافة والقراءة أضحى واضحاً، وآثاره وخيمة ففي كل يوم نرى إنعكاسا دقيقا لمدى ضَحالة المعرفة والثقافة وسطحيتها لدى البعض عندما نحاول أن نهز شيئا منهم.
الإشكالية تمكن بغياب الإطار المعرفي الحقيقي العميق حيال كثير من القضايا والظواهر والمشكلات لتبقى القراءة عبارة عن مطالعة سحطيه فقط لا تذهب إلى سبر أعماق المعنى وتجلياته.
إذن فأنا أتحدث عن محاولة تشكيل إطار معرفي للفرد يستند عليه عند التفسير والتحليل والاستنباط من أجل تجاوز واقع الحال كل ذلك من أجل السعي لتشكيل وعي حقيقي يتجاوز الوعي المزيف الذي يشكله الفرد بالاعتماد على الإعلام بوسائطه المتعددة، وبالتالي يكّون الفرد قدرة تنبؤيه عميقة ورؤية أوضح بناء على عمق قراءته وإطلاعة.
هي ليست بزلات لسان هي كل المعرفة المتوفرة، نحن نتحدث عن غياب للثقافة لدى الكثيرين. لنعترف أن الشهادة وحدها لم تعد كافية لتعيش الحياة بكل تجلياتها وإرهاصاتها الفكرية المتلاطمة المتخالفة تارة والمتوافقة تارة أخرى، فالشهادة غدت للبعض ليست إلاّ رخصة دخول ولكنها غير محصنة البتة.
عليك بتحصين نفسك بالثقافة والقراءة بالإضافة للمهارات اللازمة التي تمكنك من دخول سوق العمل بقوة لتثبت بأنك جدير بما يناط إليك من مهام.
الشهادة وحدها بالفعل لا يمكن أن تكون كافية لدخول معترك الحياة ضمن هذه التغيرات السريعة المتسارعة فما بالك بأن لا زال بين ظهرانينا من لا يمتلك الأبجديات الأولى تأهيلا وثقافة ومعرفة، علما بأنه قطع مسافات أطول فكيف يمكنه التعاطي مع الواقع المتغير بتسارع.
النتيجه والخلاصة إن لم تشتغل على بناء ذاتك أنت لا يمكن لكل العالم أن يغير في فكرك وعلمك وثقافتك هو إستعدادك أنت ... دوماً أقول وأكرر سيأتي وقت ويتم فيه امتحانك عندها تتعرى المعرفة والثقافة مبدية القوة بما لديك أو الموت الرحيم وأنك تعيش على أجهزة إدامة الحياة رغم الموت الواضح.