لكل منا ذاكرة ، تحفظ وتخزن ، فترميز البيانات بطرق مختلفة جعل لكل فرد ذاكرة ،ولكل أنثى وذكر وكل امرأة ورجل وكل شاب وشابه ذاكرة ، فلكل اللحظات مفاتيح ذاكرة ومخزون يحمل آلاف الملفات ، وللدول أيضا ذاكرة وللشعوب والأمم ولكن هل هناك حدود للذاكرة !!؟.
ذاكرة بحدود ،،
أكاد أجزم أننا من وضع الحدود وقيد الذاكرة بالمحاذير وأنشأ أمام الذكريات السدود. ، لتفيض ولتنسف التاريخ وتسحق الماض المجيد ، نعم أيها الخاضع لقانون النسيان من أجل العيش بأمان ، أنت من رسم الشجرة وعلق بجذعها قفص جميلاً للعصافير .
هكذا يصنع الإنسان حدود الذاكرة بقيود وهمية ومن نسيج الخيال المخيف، من بقايا تاريخ مزيف وواقع محضور .
من وضع السياج المكهرب ؟
وعلق الجماجم فوق أعمدة الخوف ؟
من سجل صراخ الأطفال والنساء لتصبح صوت الإنذار عند التذكر ؟
من جاء بالباطل فوق الحق لتصبح اللوحة المزيفة مصدر التأمل للحالمين بالمستقبل؟؟ .
كل الإجابات تلاشت عند حدود الذاكرة ،لنصبح المتهمين والمذنبين اذا ما حاولنا إستراجاع الذاكرة الصريحة التى لا تكذب أبداً ، لتسرد الأحداث كلها دون تدخل من صانع المؤثرات وكاتب النص المزيف ، إنها مسألة الحفاظ على ما صنع السابقون من إيجابيات تجعلنا نحافظ على بقائنا وتحفزنا للمزيد من الإنجازات .
للشباب اليوم يعيش ذاكرة منقوصة ، والبعض يعيش يومه فقط ويتمتع بذاكرة السمكة ، والبعض الآخر يعيش حالة من الإنجماد حيث تفرزت ذاكرته عند أول حاجز مرور لذاكرة الزمن ، والعديد يعيش حالة من البحث المستمر عن مصادر ليصطدم بحدود الذاكرة الوهمية ، والعديد في صدمة الحاجز المكهرب ، وهنالك من يبحث عن فجوة في الحدود ليهرب منها للماضي ويغيب ، ومن يبحث عن صحوة حقيقية تعيد له الرابط المفقود بين الأمس واليوم .
هكذا يوصف الحال للعديد منا ، ولكن حراس التاريخ المفقود ، من حملوا على عاتقهم الحفاظ على الهوية والعادات والتراث وتاريخ البطولات الملهمة قل عددهم وأصبحوا مهددين بالإنقراض ، فهل من سبيل للنجاة ؟؟!وعودة للأمجاد كي تتجدد وترفع راية جيل يصنع حاضرا ً يدوم ويتجدد !!
شبابنا والتضحية
للوطن ذاكرة مفقودة ومسلوبه عند شبابه ، فللأبطال من الآباء والأجداد حق علينا ، ان نفخر بهم ، بكفاحهم ولباسهم ووطنيتهم ، لهم حق ان نعترف ان من سبقونا قدموا الغالي والنفيس لنعيش بعدهم ، فالدولة من بناها والشوارع والبنايات والمصانع والمزارع والروايات من حكاها والحدود من حماها ، ماذا قدم جلينا غير النكران والنسيان واللوم على ما كان ، من يستطيع إختراق حدود الذاكرة ليعترف أمام الناس ان من سبقونا هم بداية لكل ما نحن فيه وعليه .
الشباب قادرون اليوم على إستشراف المستقبل ولكن فقط اذا ما تحالفت جهودهم لهدم جدران الحدود المناعة لذاكرة الوطن الزاخر بالإنجاز ، هذه دعوة لكل الشباب بكل حالاتهم أفيقوا وأيقظوا العملاق في داخلكم وداهموا التاريخ باحثين عن هويتكم وتاريخكم لأنه مصدر إلهامكم وبوابة المستقبل القادم .
حمى الله الاردن ومليكه وشعبه وعاش التاريخ والشباب .