أطمئن القاريء بداية أن ليس في العنوان أي خطأ مطبعي وأنه لم يكتب بطريقة الأنجلوعربي ردا على طريقة العربيزي ، وإنما فعلا هناك شكوك فعلية بوجود خنازير بشرية وراء ابتكار ونشر مرض انفلونزا الخنازير وهناك أيضا خنازير قد تكون مشتركة مع هؤلاء أو تعمل لحسابها الخاص لتجعل من مصائب البشر منافع لها بجني الأموال الطائلة نتيجة تصنيعها وبيعها لما يعرف باللقاح المانع للاصابة .
العالم يبيع ويشتري فينا ، ونحن لا نملك سوى تقليب مؤشر المحطات الفضائية بحثا عن صدق لم نعد نمتلكه نحن ، علنا نجد ظالتنا بخبر يقين من متخصص في الحقل الطبي يريحنا بطريقة علمية ، لنجد أنفسنا أمام أطباء تائهون أكثر منا ، بعظهم مازال صريعا تحت تأثير نظرية المؤامرة ونية الدول المتقدمة في الخلاص من أعدادنا الزائدة ، والبعض الآخر يتهم شركات تصنيع الأدوية ويشكك في اللقاح المبتكر ويحذر من تعاطيه ، وبين هذا وذاك من يدعونا إلى التواكل وانتظار القادم .
على الفضائية الأردنية وفي برنامج آفاق إسلامية نصح طبيب في علم الجراثيم مواطنا عربيا اتصل من السويد ، بعدم إعطاء أبنائه مطعوم الإنفلونزا المكتشف خوفا عليهم من ضرره المؤكد ، وعندما قاطعه المذيع محذرا من المسؤولية عما قد يترتب على نصيحته تلك ، ومذكرا بأن السويد دولة تحترم أبنائها ولا يمكن أن تتكلف المبالغ الطائلة لتطعيم رعاياها بما يضرهم ، عاد الطبيب ونصح بأخذ المطعوم عن طريق الرش بالأنف للتقليل من ضرره قدر الإمكان . على فضائية الجزيرة و بطريقة الإتجاه المعاكس ، التقى طبيبان أحدهما إخصائي أطفال وأمراض معدية أبدى حماسا شديدا في الدفاع عن المطعوم أمام طبيب آخر ، مدللا على صحة رأيه باصطفاف الناس في طوابير التطعيم في أكثر الدول تقدما ، منوها بأن تلك الدول لا يمكن أن تقبل مغامرة التجريب على أبنائها ومضيفا بأن أحد من استضافتهم الجزيرة مدعيا الخبرة والتخصص والذي نصح بالإمتناع عن أخذ اللقاح والإكتفاء بشرب المياه المعدنية للحماية من المرض، لم يكن سوى طبيبا للأسنان ، وغير ممارس للمهنة ، وهو مالك لإحدى كبريات الشركات المنتجة للمياه المعدنية .
في خضم هذه المعلومات المشككة وما يتناقله الإعلام عن زيادات مرعبة في حالات الإصابة بالمرض على مستوى العالم ، نريد من حكومتنا مزيدا من الشفافية في الحديث المتخصص والمسؤول عن المرض والإمكانيات المتوفرة لعلاج المصابين وعن اللقاح المضاد والتأكد من مصادره وصلاحيته ، لا أن تكتفي بقراءة عداد الإصابات ومن شفي منها ومن توفى ، ونأسف في الوقت ذاته لما تفضل به أحد نوابنا الأفاضل حول ما تقوم به الحكومة حيال الوباء ، قائلا ( إن الطريقة التي أدارت فيها الحكومة الموضوع كانت شفافة أكثر من اللازم )
المهندس مصطفى الواكد