يافا يا عِشقَ كُلَّ فَلسطيني
الدكتور ماجد الشامي
11-08-2019 04:28 PM
يافا يا عِشقَ كُلُ فَلسطيني، أكان مُسلمٍ، أم مَسيحي، أم كان يَهودي ألديني.
سَبعونَ عَاماً على فُراقك، وعُيونَنا إليكِ تَرحلُ كُلَ يَوم، مُمْتلِئةً بِألحُبِّ وألحَنيني.
لا تَحزَني وإن كُنتِ مُكَبْلةُ المِعصَمينِ، فللمِعصمينِ أن يَتحررا يَوماً لِتحتَضِنيني.
وإنْ طالَ إغتِصابُكِ مِنْ قِبلْ صُهيوني مَشهودٌ له بِالقَسَاوةِ، أرْجوكي لا تَلومِيني.
وقعتِ خِنسَةً في قَبضَةِ ضَيفٍ مُتَصهينٍ غَدّار، ارَادَكِ لمُخَططاتهُ وللتَوطِيني.
فَقَصَدُوكي مِن كُلِ أوروبا عَلى مَتْنِ سُفُنٍ هَرباً مِن جَبَروت هِتلَر ومِيسوليني.
يَحْمِلونَ في جُعْبَتَهُم كُلّ النَوايا السَيّئة وَأزودْ مِن مَساوئ الطاغُوتْ المَذكُوريني.
فَهَجْروا مِنْكِ أهْلكِ وقَطْعوا فِيكي ألأوصَالَ لِتُصْبِحي يَائِسةً كَيْ تَجهَليني.
مُتَجَاهِلينَ أنَّ ألحَقَ لا يَموت، فَلا تَتُوهي في عَرْضِ بَحْرِ ألظَلامِ كبَحّارِ ألسَفيني.
وإنْ رَحَلَ جِدي وأبي وأُمّي عَن ألدُنْيا، فَلكِ وعدٌ مِني أن أعُودَ إليكِ فصِليني.
إنتظري عَرِيسُكِ يا عَرُوسَ ألبَحرِ فَهوَ عَائِدٌ إليكِ وأنْ طالتْ ألأيامُ والسِنيني.
ولِتَنْفَرِجي دُمُوعَ فَرحٍ، فَألفَرجُ قَادِمٌ مِن قَبْضَةِ ألأوغادِ وغَصْبِ عن ألمُتَأمِريني.
لِتَعُودي كَالفَرسْ ألعَرَبي ألأصيلْ، حُرّةً طَلِيقَةً يَفُوحُ مِنْكِ عِطرَ بَخورٌ وياسَميني.
ولِنُعَاوٍدَ ألرَقصَ على أحْلى النَغَمات، نَغماتٌ ليستْ كالنَغماتْ لأنها كَحِمْمْ البَراكيني.
ولِتَسْتَقمْ ميدَنة مَسجدْ حَسَنْ بيك وتَتَراقَص أجرَاسُ كنيسَةَ القَلعَة مُزَغْرٍتيني.
ولِنَهرِ ألعُوجا قِسْطٌ مِن ألفَرَحٍ يَحْمِلُ في خَرِيرَهُ هَمَسَاتُ مَحبةٍ، بِها أسْكِريني.
ولٍنَكونَ في قِمّةِ الفَرحَةِ أنَنا عُدْنا إليكِ، ولِنُنشدْ "أنا يافاوي وبِالعزّة أُغمُريني".
وتَعودَ بَيّاراتُكٍ مِعْطاءةً بِالكَرَمِ وألجود، ويا مَحلى دَق ألعود فيها، فأطرِبيني.
يافا المَنشية والجَبلية والعَجَمي وإرشيد، لِجَمالكِ عِنوان إسمُهُ فَلَسطيني.
سَلامٌ لكِ ولِيَكنْ ذِكراكِ مُؤقتاً، حتى نَعُودَ إليكِ حِينَ تَحِينُ الساعة، فَلِتَصْبريني.
فأنا مِلحُ تُرَابكِ وأنتِ ألوعًاء الحاضنْ، فإنْ لَم يَفهَمُوها بٍالعِبري فَلِيفهَموها بالصيني.