غير إن الحج يشكل ركنا خامسا في الإسلام، وغير انه المؤتمر الاسلامي الأشمل، فهو بإدارته وتنظيمه يعد نموذجا في الدقة ونوعية الخدمة.
نحو مليوني حاج من الداخل والخارج يقوم على خدمتهم مجاميع بشرية تفوق ذلك العدد. فإدارة الحشود في الحج ربما هي من اكفأ النماذج، والحرص على تقديم الخدمات الجيدة يبدو غاية قصوى وهدفا اعلى.
ربما تغيرت نفقات الحج بين اليوم والامس بالنسبة للحجاج، لكنه تغير يصحبه نوعية افضل من الخدمة والرعاية، وهي خدمات يبدو انها تخضع لرقابة وتقييم سنوي.
العربية السعودية ثقلا اسلاميا وهي مؤل الاسلام الاول ومهبط الوحي، وفي خلال نحو قرن كامل من الحكم السعودي للحجاز وتوحيد المملكة باتت سياسة امر الحج وبأفضل المقاييس من اولويات الحكم، وفي المخطط المستقبلي للحرم المكي والنبوي وعد بالمزيد والافضل، هذا ما يقوله الواقع حيث ان التوسعة للحرم المكي لم تكتمل بعد، وبحسب الرؤية السعودية ٢٠٣٠ هناك خطط لاستقبال نحو خمسة ملايين حاج.
القضية الاهم بنظرنا لا تقف عند هذا التفصيل، بل في الحرص والنجاح بالنأي بالحج من قبل المملكة عن اي خلاف سياسي او مذهبي، وهذا العام استقبل حجاج ايران بباقات ورود. وفي ذلك حكمة وسداد.
مثل اي بلد للعربية السعودية ملفات وسياسات، لكن الحج على ما يبدو وما رأيت هو خارج ذلك كله. وفي هذا الاطار تنعقد ندوة الحج الكبرى كل عام يشارك بها علماء من كل البلاد الإسلامية التي لها اتفاق مع السعودية او لا اتفاق وتناغم بينهما. وفي اطار التنظيم لا تمييز بين بلد صديق او قريب، او له خلاف مع المملكة في بعض الملفات، فهذا الركن الديني الايماني خارج حسابات السياسة.
وعلى اساس ان الحج مؤتمر الامة الاكبر ومناسبة المناسبات فهو افضل وسيلة ايضا لإذابة اي خلاف او ازالة لبس، فجوهره التطهر والمسامحة والبعد عن الخلاف.
في الختام، السعودية تقوم بمهمة استثنائية كل عام، وهي مهمة مفتوحة ومستمرة وتخضع لرقابة ومحاسبة وربما هي من اكبر مهام الدول في ادارة الحشود، فبورك ذاك الجهد والعزم.
الدستور