وطن يعيش فينا .. حتى ولو لم نك نعيش فيه ..
د. أحمد ذوقان الهنداوي
10-08-2019 04:02 AM
من مؤتمر المغتربين الاردنيين السابع الذي عقد أول أمس تحت الرعاية الملكية السامية وبحضور دولة رئيس الوزراء والوزراء والمسؤولين الحكوميين المعنيين ومجموعة واسعة من المغتربين الأردنيين... أبرز الرسائل التي احتوتها كلمتي في المؤتمر:
الرسالة الأولى: الاردن ليس بلدا فقيرا او شحيح الموارد... الاردن غني برأس ماله البشري المتميز وموارده الطبيعية الوفيرة كما ونوعا... التحدي الرئيس يمكن في حسن إدارة واستغلال هذه الثروة بما يحقق رؤية القيادة وطموح الشعب بالتنمية المستدامة ورخاء وسعادة الناس.
الرسالة الثانية: تميز وتطوير الأداء الحكومي يجب أن يكون المحرك الرئيس لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، والحكومات الأردنية المتعاقبة غير واضحة الرؤية والإرادة في هذا الأمر ويتسم نهجها بالتخبط.
الرسالة الثالثة: التفكير خارج الصندوق ضرورة ملحة تفرضها مرحلة التراجع والضعف الشمولي الحالي في الأداء الحكومي، على أن يكون هذا التفكير غير المالوف مستندا إلى رؤية واضحة وخطة تنفيذ محددة مرتكزة على أفضل الممارسات الإقليمية والعالمية بهذا الشأن، ويبتعد كل البعد عن العشوائية والتخبط الذي يمكن أن يئد هذه الأفكار الاستراتيجية الرائدة قبل ولادتها (مشروع العاصمة الاقتصادية والإدارية الجديدة والصندوق السيادي الاستثماري مثالان على هذا الأمر).
الرسالة الرابعة: الضرائب... حذر العديد من الاقتصاديين الاردنيين ومنذ سنوات، وإنا واحد منهم، ولاكثر من مرة، من مغبة استمرار سياسة رفع الضرائب والرسوم على المواطنين بأنواعها المختلفة (مبيعات، دخل، جمارك، مسقفات، وغيرها)، فهذا لا يساهم في قتل الاقتصاد الوطني على المديين المتوسط والبعيد فحسب، بل يساهم ايضا في تخفيض التحصيل الحكومي المباشر قصير المدى الناتج عن هذا الرفع. ثبت هذا تاريخيا في كل مرة قامت بها الحكومة برفع الضرائب والرسوم (وخاصة ضريبة الدخل والجمارك)، وثبت مؤخرا نتيجة للتعديل الأخير على ضريبة الدخل العام الماضي. وبالرغم من اعتراف الحكومة بخطئها بهذا الأمر خلال اليومين الماضيين على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة، تبقى الأسئلة المهمة بمبرر عدم أخذ الحكومة بنصيحة كافة الاقتصاديين الاردنيين الذين حذروها من اتباع هذا النهج سابقا، ولماذا لا تحاسب الحكومة نفسها وتتحمل المسؤولية المباشرة على تبنيها لنهج ثبت خطؤه بالرغم من تحذير الكثيرين لها من أتباعه.، هذا بالإضافة بعدم تنفيذ الحكومة وعدها عند بدء تشكيلها بدراسة التأثير الشمولي للضرائب على عملية التنمية الاقتصادية المستدامة قبل اتخاذها لأي قرار متعلق بأي ضريبة.
الرسالة الخامسة: وجوب تفعيل الاتصال والتواصل المبادر مع المغتربين الاردنيين من خلال تشكيل وحدة تنظيمية مختصة معززة بكادر كفؤ ومنصة الكترونية تحوي قوائم محدثة بكافة المغتربين (مستثمرين وكفاءات)، والفرص الاستثمارية في الاردن.. والسعي المبادر من قبل كادر الوحدة الكفؤ للتشبيك بين الفرص الاستثمارية المتوفرة والمغتربين المهتمين وأصحاب الاختصاص.
الرسالة السادسة: كافة المغتربين الاردنيين يعشقون ثرى وطنهم الطاهر ويكنون بالولاء والانتماء له وشعبه وقائده ويتوقون للفرصة التي يتمكنون من خلالها رد ولو جزء يسير من فضل وطنهم عليهم...
الرسالة السابعة: لا يوجد شيء مستحيل... كل ما يحتاجه الوطن هو إرادة وإدارة... إرادة وإدارة... إرادة وإدارة...
كل الشكر لجمعية رجال الأعمال الاردنيين وجمعية سيدات ورجال الأعمال الاردنيين المغتربين على هذا التنظيم المتميز للمؤتمر، وعلى هذه الدعوة الكريمة لي لأكون احد المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر...
هو وطننا الذي يعيش فينا.. حتى ولو لم نك نعيش فيه...
حفظ الله الاردن عزيزا وقويا ومنيعا... وحماه شعبا وارضا وقيادة...