دولة رئيس الحكومة:
معالي وزير الثقافة:
عطوفة أمين عمان:
عطوفة مدير دائرة المطبوعات:
سعادة أوصياء الثقافة:
المواطنون الكادحون:
أربعة شهور وأنا أنتظر أن يتكرّم دولة الرئيس عليّ بكتابة مقدمة لمخطوط مجاز للنشر بعنوان " كلّه تمام" والمخطوط عبارة عن مجموعة مقالات منتقاة ومنشورة تم جمعها بهدف توصيلها لأكبر عدد ممكن من القرّاء، والفكرة ببساطة أن الحكومة ومنذ تشكيلها أعلنت الشفافية والنزاهة والجدارة والديمقراطية كعناوين لها، ومن هنا وعندما وجدت أن معظم المقالات في المخطوط تتعلق برئيس الحكومة وأركان حكومته العتيدة، فقد جاءت الفكرة بأن أطلب من رئيس الحكومة كتابة مقدمة المخطوط، ثم قمت بزيارة وزارة الثقافة وأمانة عمان من أجل الحصول على دعم لنشر المخطوط حيث أنني لا زلت أحظى بلقب منتوف الريش، وتم الاعتذار من الجهتين عن دعم نشر المخطوط، كانت حجة أمانة عمان أنها لا تنشر مثل هذا النوع من الكتابة أو المقالات المجمّعة، أما وزارة الثقافة فقد حاولت استخدام ذات العذر، لكن وعندما واجهتها بأن هناك من تم دعم كتابه المشابه لكتابي، جاء اعتذار ثانٍ بأن طبيعة المحتوى لا تتناسب وإمكانية دعم نشر المخطوط، وحتى لا أفهم خطأ، فإنني أعلن تجميد فكرة نشر المخطوط أو طلب الدعم له أو طلب كتابة المقدمة، لقد تأكدت تماماً بأن كلّ شيءٍ تمام، المفارقة أنني كنت أخشى المرحلة الأولى من مسيرة نشر الكتاب والتي تتمثل في " عقبة" دائرة المطبوعات، لكن وهذه شهادة حق ينبغي أن تقال بأن المطبوعات قامت بالموافقة وإجازة نشر المخطوط بدون أية تعديلات، وبدون أية واسطة، وبدون أي تردد، فاعتقدت بأن باقي المراحل ستكون ميسّرة خاصةً عندما تتابع ما يتم دعمه ونشره على حساب وزارة الثقافة وأمانة عمان، حيث تقرأ عناوين تشعرك بالغثيان وبالمحسوبيات وبالتلميع مثل عنوان: قراءة في فكر....، التناص في شعر.... المرأة في رواية.... الصور الجمالية في قصة.... الغزل في كتابة... وهكذا، بحيث تتأكد تماماً أن هذا الدعم، ثم تلك التغطية الصحفية وأحياناً الإذاعية والتلفزيونية، ثم التعقيبات والردود، وهي كلّها تعمل على إقامة هذا البناء المرتفع لكنه الهش مما يدعى بأساطين وأوصياء الثقافة، لتشعر أمام هذه الفوضى وهذه القلاع والكيبوتسات الثقافية، أنه لا حول لك ولا قوة، ما أود قوله أن الأوصياء على عقولنا لا يقبلون بحالٍ من الأحوال إتاحة أية فرصة لأي رأي مغاير أو أي اختلاف مع توجهاتهم التي يجدون فيها حماية لهم ولمكاسبهم ولتنفيعاتهم المتبادلة بينهم، ولا أذيع سرّاً حين أقول بأنك إذا أردت أن تدخل هذه الكيبوتسات، فهناك طريقان لا ثالث لهما: الأول هو أن تعلن كامل الخضوع والركوع أمام جهابذة الثقافة، أما الثاني فيتمثل بأن تنتزع اعتراف الآخرين عبر اكتساب الشهرة من قبل الجهات الأدبية والثقافية غير المحلية، يكفي أن أشير بأن محمد طمليه استقبله جلالة الملك قبل أن يفكّر التلفزيون الأردني باستضافته، إن المشكلة قد لا تكون مع أو في المسؤول ذاته، لكنها مع وفي الموظفين المحيطين بالمسؤول وبأوصياء الثقافة.
دولة الرئيس، معالي الوزير، عطوفة الأمين، عطوفة مدير المطبوعات، سعادة الأوصياء: لقد قيل بأن الفقراء لا يدخلون الجنّة، وأقول بأن المبدعين لا يدخلون الكيبوتس، لأنهم يحلقون عالياً عالياً بحيث يعتقد الأوصياء أن لا وجود لهم.. لكم الثقافة والإبداع والشفافية والجدارة والديمقراطية، لكم كلّ ما تشتهون، أما نحن فلنا القشل والفشل..

E-mail:majedkhawaga9@yahoo.com