الفهلوة السياسية او ما يعرف بالحنكة السياسية وتستخدم في السياسات الخارجية لإحداث خروقات في مواقف الدول العظمى من خلال التلاعب بالتباينات السياسية معتمدا على الاغلب على اهمية الموقع والجغرافيا، الحنكة مطلوبة لسياسيي وقادة الدول النامية لمواجهة الأخطار التي تحيق ببلادهم , بقدر يفوق اهميتها نسبة للدول العظمى وكما يقول المثل الروسي ( عندما تمتلك القوة يصبح العقل غير ضروي ) .
من الاساليب المتبعة لتقليل الاخطار بناء تحالفات تبعية مع انظمة اخرى وهذا ما أدركته قطر خلال أزمتها الوجودية فراجعت تحالفها مع تركيا وعلاقتها مع إيران ومع ذلك لم تتغير المعادلة فلجأت الى إعادة الروح في تحالفاتها داخل البيت الامريكي ومفاتيح البيت الابيض هي شراء صفقات سلاح غير ضروري وبناء حملة علاقات عامة صرفت فيها عشرات الملايين على شخصيات امريكية والمفتاح الماستر في تل ابيب ومختطف من دول كانت معادية , في الحالة القطرية فان شخصيات مثل تيلرسون كان لها الفضل في تغيير الموقف الامريكي المسبق والمقرر في الرياض.
استطيع تشبيه القائد المحنك بلاعب يمنح حرية للعب في طابق أرضي محاط بسور مرتفع والطابق العلوي المشرف على الساحة الارضية مستأجر من قوة عظمى فاذا لمح القوي بخلسة نظر من شرفته ان اللاعب الارضي يريد اي يتخطى السور يطلق بالقرب منه رصاصة تعيده الى الساحة وأحيانا يرسل أحد الكلاب تعيده للحظيرة واذا أزعجته كثرة الحركة مع قله البركة فانه يكتفي بإغلاق محبس الماء القادم من الطابق العلوي. ينشغل القوي بغيرك من سكان الطوابق الارضية ويتركك القوي تتصرف على سجيتك داحل ساحتك ويغض النظر عن موبقاتك ويسجلها ويحفظها لموعد الحساب.
في تاريخنا الاردني ثلاثة مواقف على محدودية حركة الحنكة السياسية .. عندما تفاوض الملك المؤسس للوصول لحل من موقف قوة وأدركوا بأنه قد غافلهم وقفز عن السور وتمسك بالقدس تمسكه بحياته وتسلح من خلال حنكته بالمعاهدة المشتركة مع بريطانيا العظمى ..عندئذ قررت القوة العظمى قتله بأيدي عربية .
المثل الثاني عندما قرر الملك الراحل الحسين ( طيب الله ثراه) فك الارتباط مع الضفة الغربية بقرار منفرد وتسليم الامانة لمنظمة التحرير الفلسطينية.. هاج ساكن الطابق الثاني وابتاع النقد الاردني ليتسبب بانهيار العملة الاردنية .
بالنسبة للمثال الثالث ..فهو قادم على الطريق .. ولكننا سننتصر ونبقى شامخين شموخ صخور البتراء.