هل نحن بحاجة لمؤتمر وطني ؟ !
طلال صيتان الماضي
25-10-2009 03:59 AM
تتعدد أسباب الدعوة لمؤتمرات وطنية في تاريخ الدول فمنها ما يكون لإعلان حالة توافق وطني حول مشروع معين كما حدث في المؤتمر الوطني الأردني الأول الذي وضع الأُسس لقيام الدولة الأردنية من وجهة نظر وطنية قومية دون الالتفات لوجهات النظر السياسية المتداولة آنذاك والتي بدأ الكثير من أعداء الأردن باجترارها كلما حاول أي منهم التقليل من شأن الأردن وشأن برنامجه العروبي , وتبع ذلك مؤتمرات عدة اختلفت بأحجامها وأسباب التئامها ولكن قاسمها المشترك الوحيد هو مصلحة الوطن.
أما اليوم ونحن نعيش حالة انقشاع جزئي للغيوم التي كانت تلبد سماء الوطن ومحاولة اغتصابه من أبناءه وتكفيرهم بوطنهم نجد لازماً علينا أن نتنادى لعقد مؤتمر وطني يؤكد على ثوابت الدولة الأردنية التي اعتراها حملة تغريب شنيعة قبل أعوام مضت تصارعت فيها قوى الخير وقوى الشر ولم يخب أمل الوطن بأبنائه الشرفاء الذين ناضلوا من أجل الأردن مدعومين بصحافة حرة وطنية جريئة لم تنجح المحاولات البائسة بكسر أقلامها وخاصة صاحبة المداد الوطني, وكان القرار الفصل لربان سفينة الوطن مليكنا المفدى الذي استعاد زمام الأمور بعد أن شعر بأن بعضاً ممن أولاهم ثقته لازمتهم شطحات أخلت بمفاهيم قيام دولتنا الحبيبة, بل وتعدى تأثيرهم إلى اختلال مفاهيم بعضا من رموز أردننا الغالي الذين ركبوا موجة التغريب وتنازلوا عن كبرياء زعامتهم التاريخية والسياسية بحجة أنهم يمثلون الدولة المدنية الرافضة برأيهم لكل ماهو قديم حتى وأن صلح.
فالوطن له حق علينا جميعاً مثلما أنه مادة اجتماعنا وفسيفسائيتنا التي نفتخر ونفاخر, وكم هو جميل أن يكون هذا المؤتمر برعاية ملكية نستمع فيها إلى نطق هاشمي يصوب المعوج ويعزز القائم على قاعدة مرجعيتنا الأردنية لدستورنا الحكيم ومبادئ الثورة العربية الكبرى, وأن يرتدي وطننا بردته الأصلية التي حاول البعض استبدالها بلباس لايستر عوره ولا يقي من حرٍ أوقر تاركين وراء ظهورنا سنوات عجاف لم يخرجنا منها إلا سنابل الخير الملأى بحب الوطن والانتماء إليه والاعتزاز بقيادته الهاشمية والولاء لها وانتظام عقد أبناء الوطن على هذه القواعد الراسخة لا فضل لأردني على آخر إلا بقدر الزيادة في حب الوطن وقيادته التي أخذت على عاتقها الحفاظ على كرامة مواطنه ومنحه مساحات واسعة من الحرية والأمان والاستشعار برغباته وطموحاته والعمل على تحقيقها .
أملنا كبير بأن يتم إرجاع العربة وراء الحصان وأن تُقيم المسيرة برؤيه وطنيه خالصة بعيده عن النفاق والاستجداء ليتم تشخيص الأمراض التي اعترت جسم الوطن ويُعالج مايمكن معالجته وإلا فمبضع قائد الوطن لن يتوانى عن استخدامه بما يضمن تعزيز البناء واستشراف المستقبل وتهدئة النفوس وصون وحدة الوطن وتماسكه والتفاف أبناءه حول مشروعهم الوطني الرافض لكل أشكال التفريق والتفتيت ,التي لاتخدم إلا مصالح أعدائه .
*طلال صيتان الماضي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الجبهة الأردنية الموحدة.