أعرف رجلاً «على الحديدة» تماماً، وبسبب وضعه الاقتصادي المُدَمَّر نتيجة مصاريفه الهائلة صار يمارس النصب والاحتيال لتدبير أموره الحياتية.. ولأنني أعرفه جيداً إذا أخذ لا يعيد، وإذا اقترض لا يسدّ.. حاول ذات نهار أن ينصب عليّ، وعندما فشل طلب المبلغ على سبيل الدين فاعتذرت.. تفارقنا ولم يحصل علي شيء.. بعد ساعة التقينا في سوبر ماركت عند المحاسب.. كنت أبحث عن نصف دينار في جيوبي.. فقال لي: بدك قرضة بقرضك؟ ثم حلف ألف يمين أن يدفع الحساب عني.. والمحاسب يفتح صفحة دفتر الدين وينظر في وجه «الهبّيد»!..
تذكرت هذه الحادثة عندما قرأت تصريحاً لوزير الصناعة والتجارة يقول فيه: «أن الأردن مستعدّ لتخزين حبوب العراق».. حتى اللحظة لا أعرف «كيف طلعت معه»؟.. على اعتبار أن تخزين الحبوب في الغباوي ورمي المشمعات والكوشوك يعتبر تخزيناً وصرنا نعرض تجاربنا على الآخرين؟؟!!.
هذه ليست الحالة الأولى من «النفش».. فوزيرة الطاقة «شطحت» هي الأخرى بقصة تصدير الكهرباء إلى أوروبا، وكل يوم لدينا منطقة تغرق بالظلام الدامس، أعتقد إذا بقيت الأمور على حالها «ستشيط» مع الشباب ويطلقون المزيد من التصريحات المتهوّرة لذا يجب على علماء النفس أن يدرسوا عن كثب حالة مسؤولينا أثناء التصريح وما هو الجين المسؤول عن هذا التهوّر وصرف مهدئات معقولة له.. فلو استمر الامر على حاله لا نستغرب أن يعرض أمين عمان خبرات الأمانة بمساعدة اليابان في تصميم وتنفيذ شبكة المترو الحديثة، وزيرة السياحة: الأردن مستعد لدعم تركيا سياحياً.. وزير المالية: الأردن مستعد لإقراض صندوق النقد الدولي.. وزير البلديات/ آسف وزير الادارة المحلية: الأردن يتعّهد بتدريب موظفين من بلدية لندن في بلدية الخناصري.. وزير الشباب: الأردن يعرض خبراته في تحسين مستوى المنتخب البرازيلي من خلال مدربين محليين.. وزير العمل: الأردن مستعد لمساعدة ألمانيا في تحسين بيئة العمل..
وقد قالها لي ميكانيكي أردني ذات مرّة وهو يخرج قطعة من السيارة: «ولا شفت أقل فهم من اليابانيين» هاي لويش حاطينها زي الملوخية لا بتضر ولا بتنفع؟.. وقبل أيام قالها أيضاَ شيخ صاحب محل عطور تركيب.. قال لي: «ترى الصيت للفرنسيين والفعل النا».. قلت له كيف يا شيخ؟..قال:العطر الفرنسي بس سمعة.. اللي بركبه أحسن واثبت منه بمليون مرةّ...
ترى هاظ اللي جاب النا التايهة!
الراي