الأغاني الشعبية في وداع واستقبال الحجاج بصعيد مصر
06-08-2019 11:05 AM
عمون - يحظى موسم الحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، بمكانة كبيرة في نفوس المصريين، وصار مناسبة كبرى للغناء وممارسة بعض الفنون مثل الرسم على بيوت الحجاج.
وتقول رشا سلامة الناقدة الفنية والباحثة في شؤون التراث المصري، في تصريح خاص اليوم السبت، إن أغاني وأهازيج الحج في صعيد مصر تتنوع ما بين أغانٍ وأهازيج تتردد عند سفر الحجاج، وأخرى عند عودتهم من الأراضى الحجازية بعد آداء مناسك الحج، وما بين أغان يتم ترديدها للسيدات من الفائزات بفرصة للحج لبيت الله الحرام، وما بين أغانٍ للرجال من الحجاج.
طقوس الحج
وأضافت "ما أن يتلقى الحاج، ذكراً كان أو أنثى، خبر اختياره ضمن جموع الحجاج، حتى تنطلق طقوس الحج في بيت الحاج، وأولها الغناء الذي لا ينقطع من بيت الحاج، منذ تلقيه خبر اختياره للسفر إلى الأراضى الحجازية، وحتى عودته من آداء مناسك الحج بسلام، فتغنى النساء ويبتهج الرجال وتصدح مكبرات الصوت بأغاني الحج، حتى يصل الحاج إلى المطار أو الميناء مغادراً إلى الأراضي المقدسة، وعند العودة أيضاً تنتظره الجموع بالغناء والأهازيج والطبل والرقص".
وحسب سلامة، من أغانى الحج التى تغنى للنساء قولهم: "رايحة فين يا حاجة.. بتوبك القطيفة.. رايحة أزور النبي محمد والكعبة الشريفة"، و"أركبي يا حاجة وردي غطاكي.. ما يرعبكيش المالح (أي لا تخافي من أمواج البحر الأحمر) دا ولدك في طولك (أي ابنك الذي بصحبتك صار كبيراً).. وأركبي يا حاجة وردى غطاكي.. ما يرعبكيش الجمل ولدك وراكي".
ومن أغانى الحج التي تغنى للرجال قولهم: "يا وابور السفر لأحني قلوعك.. سيد المرسلين يكتب رجوعك.. حج من عندنا صغير بشوشة.. السنه حجتك ومن عاش عروسة".
وقولهم: "يا حاجج يا حاجج خد اختك عديله.. تنكتب لك حجه وتبقى جميلة.. يا حاجج يا حاجج خد اختك قبالك.. تنكتب لك حجة وتسلم جمالك.. يا نبي يا نبي ياللي ندهته.. نوله حجته ورده لأهله.. يا نبي يا نبي ياللي ناديته نوله حجته ورده لبيته".
عودة الحجاج
وأشارت سلامة إلى أنه من الأغانى التى تردد عند عودة الحجاج قولهم: "يا بشير الهنا يا رايح بلدنا.. قول لأبويا العزيز يزوق عتبنا.. يا بشير الهنا يا رايح بلادي.. قول لأبويا العزيز يزوق عتابي.. زوقوا البوابة وحتى عتبها.. وعملوا لي الزواق غزالة وولدها.. زوقوا البوابة وحتى العتابي.. زوقوها مليح لما الحج يا جي".
ويعرف المصريون بأنهم شعب شغوف بالغناء والموسيقى والفرح والإحتفال منذ عهود الفراعنة وحتى اليوم، وجعل المصريون لكل مناسبة أغنياتها وأهازيجها الخاصة، فهناك أغنيات وأهازيج للزواج والحصاد وللأعياد وحتى الموتى لهم أغانٍ حزينة يطلق عليها العدودة.
الغناء البلدي
وتقول الباحثة المصرية أمل مصطفى إبراهيم، فى كتابها "الغناء البلدي في مصر" الصادر عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، إن "الأغاني الشعبية تفصح عن شخصية مصر، وتعبر عن خصائص شعبها وعاداته وتقاليده وحتى وجدانه".
وترى أمل مصطفى إبراهيم أن الثقافة الشعبية المصرية عرفت ما يسمى بـ"الغناء البلدي" الذي انتشر من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وأن ذلك الغناء البلدي صار معبراً عن البيئة المحلية المصرية، وهو غناء سهل الكلمات بسيط الألحان.