في الانتخابات الإسرائيلية –أيلول
د. عزت جرادات
05-08-2019 04:33 PM
*على الرغم من خطورة المرحلة القادمة، أي ما بعد الانتخابات الإسرائيلية القادمة (17/9)، فالاهتمام الإعلامي خارج إسرائيل ما زال في حده الأدنى وتأتي هذه الخطورة لارتباطها بصفقة (ترامب) حيث أجل إعلانها الشامل إلى ما بعد تلك الانتخابات. وبعد فشل (نتنياهو) في تشكيل تحالف قوي بعد انتخابات نيسان (2019)، كان حرص اليمين الإسرائيلي على ضرورة الحصول على نتائج أفضل، ويعتمد اليمين على أوساط المهاجرين من الاتحاد السوفيتي سابقاً؛ والأحزاب اليمينية المنتشرة في (المجتمع الإسرائيلي)؛ والمستوطنين الذي يشكلون قاعدة انتخابية قوية، ومن المعروف أن المستوطنين بشكل خاص، هم الأشدّ اهتماماً بالانتخابات التشريعية، فتبلغ نسبة مشاركتهم فيها أكثر من (90%)- فأصبح تأثيرهم أسياسيا وتطرفاً، على (نتنياهو) فعالاً وقوياً.
* يرفع اليمين الإسرائيلي في الانتخابات التشريعية الثانية والعشرين للكنيست قضايا تمثل (الشغل الشاغل) للمجتمع الإسرائيلي: فأمن إسرائيل يمثل الاهتمام الأعلى، ويرتبط ذلك بمستقبل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني متمثلا برفض (حل الدولتينْ)؛ ومستقبل المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومشروع ضمها نهائياً لإسرائيل، وقد عبر عن ذلك (نتنياهو) بأن (لا اقتلاع ولا إغلاق للمستوطنات بل الضم والتمكين)؛ وحل المعضلة الاقتصادية في إسرائيل لرفع مستوى المعيشة، على الرغم من إدعاءات (نتنياهو) بأن الوضع الاقتصادي قد حقق تقدماً ملحوظاً بسبب نجاحه السياسي إقليمياً.
* أما الجانب الأخر، وهو الوسط واليسار الإسرائيلي، فقد واجه الخسارة تلو الخسارة خلال العقدين الماضيين، ولكن تحركه الحالي يشكل تهديداً لليمين، وتحدياً(لنتنياهو) تحديداً، الذي أصبح يعرف (بسيّد السياسات الإسرائيلية)، فقي الاستطلاع الذي أجرته القناة (13) الإسرائيلية (الخميس 1/8) كان هناك تراجع معسكر اليمين، وتقدم معسكر الوسط- اليسار، ولكن الاتجاه العام للمجتمع الانتخابي الإسرائيلي يظل متأثراً بالعقيدة الصهيونية من جهة ، والتي فرضت (قانون قومية/ يهودية الدولة)، ومتأثراً بفزاعة (الأمن الإسرائيلي) من جهة أخرى، وهو الشعار الذي يرفعه اليمين ويتاجر به مما قد يأتي بأمور فوق التوقعات لصالح اليمين.
* أما الصحافة الإسرائيلية، فقد وصفت تلك الانتخابات بالأكثر تعقيداُ، والأشدّ تنافساً:
- فقد ذكرت (هاارتس) بأن نتنياهو يشدد على تكثيف الاستيطان داخلياً، والترويج لسياسة التطبيع خارجياً والتي يحرز فيها تقدماً....
- وتؤكد (إسرائيل اليوم) على تصاعد الليكود وتفوقه.
- وتتوقع (معاريف) أن الانتخابات القادمة ستمنح فرصة أقوى لليكود، وتحقيق ولاية خامسة لنتنياهو، وبذلك يتفوق على (بن غوريون) الذي حكم (الدولة الصهيونية) لأربع ولايات.
* أما الاحتمالات إمام هذه المعركة الانتخابية في إسرائيل، فيمكن أن تكون في :
-تفوق نتنياهو.
-تحالف نتنياهو- ليبرمان (الليكودي).
-فشل نتنياهو... فليجأ إلى تحالف مهزوز.
وفي جميع الحالات... سيظل نتنياهو اللاعب الرئيسي في سياسة المرحلة القادمة والتي سيقودها (كوشنر) لتصعيد فعاليات (صفقة القرن)، وبخاصة الجانب السياسي منها، والذي من المنتظر إعلانه في الوقت الذي يناسب السياسة الصهيو-أمريكية تجاه مستقبل المنطقة.