في ذكرى سقوط نينوى ورحيل ثلثي المسيحيين
الاب محمد جورج شرايحه
05-08-2019 11:43 AM
منذ عام 2003 حين اسقطت أمريكا النظام في العراق، نظام الرئيس الراحل صدام حسين وحتى اليوم تعاني العراق انقسام حاد بين مكنوناتها الاساسية (وعلى مايقال) انه على خلفية دينية نتج عنها أزمات أمنية واقتصادية خطيرة ادت الى دخول البلاد في حالة من الفوضى في عدة فترات مختلفة طالها قليل من الاستقرار المؤقت
وما يهمنا في هذا السياق هو هجرة أعداد كبيرة من العراقيين إلى خارج البلاد وجلهم من المسيحيين، تقدر بحسب تقارير اخبارية غير رسمية بثلثي العدد الذي كان قبل عام 2002 .
خمس سنين مرت على بداية معاناة الشعب العراقي المسيحي في نينوى بعد ان اسقطت العصابات الإرهابية التي اطلق عليها اسم داعش حكم الدولة العراقية وسيادتها على سهل نينوى انطلاقا من الموصل ،على رغم ان حياتهم قبل ذلك لم تكن اصلا امنة فكما اسلفت ان المشكلة تزامنت مع سقوط بغداد
كان لي شرف استضافت هولاء الصابرون( في كنيسة النبي الياس بمرج الحمام ) الذين رغم هفواتهم وضعف حيلتهم وهشاشة حالتهم بعد النزوح وثم اللجوء، الا انهم كانوا اقوياء العزيمة على يقين ان ربهم لن يتركهم يتامى وانه قد اعد لهم مستقبل بديل على ماكان يجب ان يكون على ارضهم التي بنوها منذ الالف السنين
نعم لقد تهجروا ويكاد يفرغ العراق عاجلا ام اجلا من مكنونه المسيحي الاصيل
في ذكرى الوجع ويقينا بانتصار الرجاء
لن يكون للموت والدمار الكلمة الاخيرة
اينما يقول الرب الاله لكل من تهجر قسريا عن بلاده كما قال لابرهيم
وقال الرب لابرام اذهب من ارضك ومن عشيرتك ومن بيت ابيك إلى الأرض التي اريك
يقينا ان كل الامور التي تجري تحت السماء لن تغيب شمس الخير عنها مهما بان ان الشر قد ساد
واختم مستشهدا
برسالة القديس بولس إلى أهل رومية ( 8: 28)
وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.
امين