كتاب ساخرون ورسامو كاريكاتور
سمير الحياري
05-08-2019 04:30 AM
الكتابة الساخرة اصعب انواع الكتابة الصحفية كرسامي الكاريكاتور الذين قلما نجد بينهم من يضحكنا دون ان يحتوي الرسم على كلمات تعبر عن المعنى..
كنت احد الذين عاصروا رباح الصغير حينما كان يرسم كاريكاتور بالاسود والابيض في الرأي وكان ينافسه جلال الرفاعي وزكي شقفة (انتقل الى الراي) في الدستور الى ان ظهر عماد حجاج وخلدون غرايبة وعمر العبداللات (الرسام وليس المطرب) وناصر الجعفري وامجد رسمي وجهاد عورتاني ومن ثم اسامة حجاج ومحمود الرفاعي وثلة غيرهم من الشباب الواعدين الذين يحتاجون للدعم..
والكتاب الساخرون في مطلع الثمانينات كان ابرزهم على الاطلاق المبدع فخري قعوار شافاه الله الى ان ظهر احمد حسن الزعبي وعبدالهادي راجي المجالي واحمد ابو خليل وكامل نصيرات وابراهيم جابر وطلعت شناعة ويوسف غيشان وصالح عربيات ومحمد طمليه وهند خليفات (قد تكون الكاتبة الساخرة الوحيدة من النساء) وغيرهم من كتاب السخرية الذين برزوا في العشرين عامًا الماضية..
وللحقيقة والتاريخ فإن الكاتب الساخر الجيد كالرسام الجيد يفرض نفسه على المهنة بكتاباته او رسوماته المعبرة فكم من كاريكاتور اضحكنا حتى انقلبنا على ظهورنا بالعامية دون ان تكون هناك كلمات تشرح الفن وهي اضعف انواع الرسومات بالمناسبة .. فالكاريكاتور يعبر عن نفسه وان اختلف فهمه بين مشاهد وآخر.. فالمعنى دومًا في ذهن الفاعل..
مقالات الزميل احمد حسن الزعبي تعجبني في اغلبها وبقيت دومًا من اشد المتحمسين لكتاباته وان وصفه بعض كارهيه بانه عدمي مع انني لا ارى فيه ذلك ، وما زلت اذكر حينما تمنع مقالاته فيكتب مقالًا تلو آخر عن طريقة عمل الملوخية او طبخ السبانخ في اشارة خفية الى قمعه ووقف مقالته..
رسامو الكاريكاتور كالكتاب الذين يسطرون بسخرية حال الناس ، ففي جيل القرن الجديد برز عماد حجاج "ابومحجوب" في آخر خبر اولًا ولم يظهر منافس حقيقي له الى الآن مع ان هناك عدد من المنافسين الذين لا تقل اهمية رسوماتهم عن كبيرهم الذي علمهم السحر.. لكن فرصهم اقل من حظ ابومحجوب..
الفن الساخر يحتاج الى جو من الحرية وسقف تتحمله الحكومات والاجهزة وهذا ما حصل مع حجاج مثلًا حينما كان في العرب اليوم واسقط بمنتجه الساخر حكومات ووزراء واصبح علامة فارقة في سوق الصحافة الساخرة التي راجت في القرن الماضي ولعل صحيفة عبدربه خير مثل ..
وسائل الاعلام ومؤسسات الانتاج عليها مسؤولية ان تعيد انتاج كبار الكتاب ورسامي الكاريكاتور وتتبنى اعمالهم التي نافست رسامين وكتاب عرب واستقطبت انتاجهم فبرزوا على الساحات العربية ، ولعل لقطر كان الحظ الاوفر في تبني اثنين من كبار الرسامين والكتاب وهما احمد الزعبي وعماد حجاج رغم انهما يلعبان في الساحة المحلية بشكل جيد لكن بسقف محدود وقيود غير مبررة..