جوجل احتفل أول أمس بذكرى ميلاد الفنانة الراحلة مديحة كامل. فنانة صانعة بهجة وراسمة فرحة، ومن أبرز أعمالها السينمائية «الصعود الى الهاوية «مع محمود ياسين، و» شوارع من نار» مع نور الشريف عام 84، والفليم الكوميدي «أذكياء ولكن اغبياء» مع عادل امام وسمير غانم ورشدي اباظة.
مديحة كامل تصدرت نجومية الفن السينمائي والدرامي المصري والعربي، وامسكت بادوار البطولة الاولى، ووضعت المرأة في مراتب منافسة للرجال على أدوار البطولة في الدراما والسينما.
مديحة كامل من نجمة شاشات السينما الى نجمة خيال أجيال من الشباب العربي. صورها كانت تعلق على الجدران، وعلى زجاج السيارات، وتختزن في دفاتر الاسرار، والادراج العميقة، وتضع خلفية للمحفظة، وبين أوراق الدروس، ومحاضرات الجامعة، وكورسات التعليم.
أذكرها دائما، و احتفال جوجل هز شيئا في الذاكرة، ودفعني الى الاستذكار. الفنانة مديحة كامل صورة قوية وراسخة للحرية والجمال. صور في قاع الذاكرة «هارد ديسك» من الصعب محوها وشطبها، فما أجملها!
من مديحة كامل الفنانة تعلمنا الفرح والحزن والحب معا. وكيف يطغى الجمال. دخلت الجامعة وكنت أرى بها كل نساء العالم. رغم اني لا انتمي لجيل مديحة كامل التي توفيت عام 97، وانتمي الى جيل الالفيين، ولكن سطوتها بقيت متحكمة، وأكثر ما تجلب من الذاكرة القريبة والبعيدة.
مرت سنوات الجامعة، ومديحة كامل هي الأجمل والاكثر انتصارا على غريماتها. الصورة مع مرور سنين العمر تقفز الى الخلف، ولربما بعضا من ملامحنا قد تغيرت، والرأس قد اشتعل شيبا، وما يجلب من الزمن الماضي يزيد من الاشتياق الى الجميلات الفاتنات، وهذا ما يذكرني بمديحة كامل.
جيلنا اول ما عرف المرأة من اشعار نزار قباني واغاني عبدالحليم حافظ وكاظم الساهر وفيروز وروايات نجيب محفوظ، زقاق المدق والقاهرة الجديدة والبداية والنهاية، وعبدالرحمن منيف «قصة حب مجوسية « وثلاثية شرق المتوسط.
كنا نفكر بالمرأة في عقلنا. ولربما أن الحد الفاصل بين أي مجتمع متقدم ومتخلف كيف ينظر الى المرأة وكيف يفكر بالمرأة ايضا ؟ المسافة قصيرة ومختصرة، ويصعب فصلها
الدستور