اساس الصراع
المحامي عبد اللطيف العواملة
04-08-2019 06:02 PM
اعاد الحديث عن ما يسمى بصفقة القرن الى الاذهان حقيقة ان المعاناة الفلسطينية و اساس الصراع مع اسرائيل هي احتلال ارض و تشريد شعب على مدى عقود طويلة، و ليس من صلبها من يقود اية منظمة او من احق بأي منصب؟ لقد غابت القضية عن العرب بعمومهم في السنوات الاخيرة بسسب ظروف المنطقة الهائجة، و تبعهم للاسف الفلسطينيون بالمجمل و اختزلوا قضيتهم سياسياً و معنوياً بالصراع الداخلي على السلطة و بتحالفات محورية تولد ميته و مراهنات مرحلية عقيمة تستنفذ من الرصيد و لا تضيف اليه. يحدث كل ذلك بينما يستمر الاحتلال و يتعمق و تبنى مستوطنات جديدة و تزداد معاناة الفلسطيننين اليومية اضعافاً.
الطاقم الفلسطيني السياسي و الدبلوماسي غرق في عدة مستنقعات منذ اوسلو و لغاية الان. تم استدراجه الى العديد من المآزق على اختلاف انواعها من الالتفاف على قرارت الشرعية الدولية و على رأسها حق اللاجئين الى غيرها من الثوابت العربية و الفلسطينية. و في المرحلة الاخيرة شُغلت السلطة و الفصائل باكملها في محاولة استعادة "شرعياتها" المتعددة و دخلت في متاهات عديدة. غفل الجميع عن شرعية التفاوض الحقيقية التي لا تمنحها الا الانجازات على الارض.
الواقع يقول ان الشعب الفلسطيني اكثر تقدما من السياسي الفلسطيني، و الفجوة شاسعة. فقد السياسي الفلسطيني بوصلته منذ زمن، فالمشكة هي الاحتلال العسكري للارض العربية و قضية اللاجئين و ليس شكل السلطة و من يرأسها او من ينتخب من و كيف الى اخر هذه الدوامة من فوضى الاولويات فضاعت الابجديات.
ان التحدي الحقيقي الذي يواجه "السلطة" الفلسطينية يكمن في قدرتها على استعادة شرعيتها الشعبية عن طريق النتائج لا عن طريق مهرجانات انتخابية و اعلامية مكررة. فكما ان الانتفاضات السابقة كانت هبة شعبية لمقاومة الاحتلال، فانها كانت ايضا مواقف احتجاج على اسلوب عمل السلطة و مكوناتها. فهل نرى في الافق "سلطة" قادرة على انتاج مؤسسات شرعية اكبر من الاشخاص تتخذ قرارت تخدم و تبني و لا تستنفذ من رصيد القضية؟ و ما هو دور منظمة التحرير الفلسطينية؟