facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




شريان القلب المسكين


د. عدنان سعد الزعبي
04-08-2019 12:00 PM

مسكين قلب الانسان منا كيف يقع اسيرا ذليلا لمشارط الجراحين وتشخيصات المختصين ، وكيف يهدد كيانه شريان عاق ضعيف ، معلنا تهديد صارخا مؤلما للحياة او حربا لإنهائها .

شريان جبان لا يقاوم التحدي ولا يتحمل الصعوبات ، يرقدني على قائمة انتظار العملية في مركز القلب بالمدينة الطبية ,وفي هذا الصرح الشامخ , بكوادره ونظامه وخبراته , والتي تمنح المتشدق للحياة طمأنينة. القلب في مركز القلب ينتظر بلهفة عملية القلب وفرسانها النبلاء .
شريان مسكين لا يصمد امام حماقات الحكومات او قرارات التائهين من أصحاب القرار الذين يتساوى عندهم ضعيفي الرؤى ,واصحاب العطاء المشهودين. وسط اضمحلال الحق والمنطق ، والخلط بين من يسوى ومن لا يسوى .

شريان ثبت أنه مسكين يتحمل ويصبر ويكمت المآسي دون ان يصرح حتى وجد نفسه مثقل من بابه لمحرابه مغلق بكل الهموم والمصاعب والشعور بالظلم ,وعلى مدار السنين والسنين معتقدا انه اكبر من الحقيقة واقوى من الواقع , حتى وجد نفسه رهين الموقفين , الانتحار وأنهاء الحياه او الصراخ العميق ليعلن عن حالته ، ويستدرك ما يمكن ، ويدافع عن نفسه لنجده يستسلم لمجرد بذرة كلسترول او خثرة دم أوصدمة عصبية صنعتها ظلمات البشر من اصحاب القرار ..

قلب يحمل تاريخ السنين وعظمة المحبة والوجدان وضخامة المودة والعرفان ،وتكنيز التجارب والاحسان ،يهدده شريان اخرق يقفز فجأة ليعلن حصاره لعمر الانسان ويتسبب بانهمار الدموع وآلام الاف العيون ، جاء خلسة و تسلل برهة وظهر صدفه ، فأردى بصاحبه رهينة الاقاويل والتكهنات ، بين المفارق والمقارب ، وسط تصاعد الاكف في المغارب والمشارق ،في الركو ع وفي التساجد ، رحمة وشفقه، شفاعة وبركة ، دعاء وضراعة شفاء بمكرمة.
ايها الانسان كم انت ضعيف وكم تخدعك الدنيا بمظاهر الحياه ،فتسير كالهائم على نفسك لا تجدها الا في ارذل العمر واصعب الظرف ، ولتضحك عندها ضحكة مدوية في الافاق والاعماق وتقول : ماذا جنيت غير هذا الاستسلام لأضعف شريان ، يقذف بي اسيرا ذليلا ،لهيمنة المرض والالم وتهديد الحياه . ماذا جنينا من عطاء مزمن وتضحيات مدمنه واخلاص احمق جاء على حساب الصحة والعائلة والاسرة والاصدقاء والخلة.
مسكين انت ايها القلب ماذا ستفعل بك المشارط وكيف سيحكم الجراحون ؟. مسكين انت ايها القلب كيف كنت وكيف اصبحت كيف تحملت وصبرت وآسيت ، وكيف ظلمت ، من قبل من ليس في قلوبهم رحمة، ومن الذين يتاجرون في مصائر الناس كمصاصي الدماء!؟ هل هي ضرببة الصدق والاخلاص التي أصيب بعدواها الاف الشرفاء . والمتفانين لثرى الوطن .

سحقا لك ايها الشريان ، هل اقف امامك بجبروت السنين يا رفيق حياتي ، وأعلن أني سأدخل غرفة العمليات مبتسما معلنا تحديك رغم كل جبروتك على امل الانتصار عليك بتوفيق الخالق ودعاء الاحبة والمخلصين . سافعلها انشاء الله وبعونه ورضوانه..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :