هذه الخراطيش تُكتب من واقع المشهد العام لمجتمعنا، تتقاطع وتتفق وتأخذ من هنا وهناك، وتعالوا لنرى ذلك.
كان المشهد العام تحكمه العادات والتقاليد والضوابط وما نراه اليوم تنامي خطاب العشوائية والعبثية ومنهج الإثارة والبهرجة وصناعة الكذب، فما احوجنا الى الصدق والعمل بجدّ وهدوء وموضوعية.
هل رجال الأمس الذين تسنموا مواقع العمل العام والمسؤولية كانوا على صواب حتى فاقت انجازاتهم كلامهم وكانوا الأنموذج الذي لا ينسى مهما تقادم الزمان وتغيرت إيقاعات الحياة؟
هل يدرك شباب اليوم أنّ العجلة لا تصنع الإنجاز، ولا تعزز الإبداع، ولا ترفع قيمة الإنسان؟ عليهم أن يقرأوا بعمق ودقة المثل المعروف: «في العجلة الندامة وفِي التأني السلامة».
هل واقع المؤسسات الخدمية والوزارات يعطي مؤشرات إيجابية على إعادة بث روح الحياة في العمل العام، بحيث يأخذ كل ذي حق حقه دون تسويف وانتظار ووساطات؟
لماذا يغيب الذوق العام وتدمره الواسطة؛ فهل نعود الى الامس القريب نقرأ واقع الأردن في بدايات التأسيس وحتى مطلع الألفية لنرى كيف كنّا واين وصلنا؟
منهج الجد والمثابرة في مقابل منهج العبث والمغامرة يؤدي الاول الى الارتقاء والنجاح ويعود الثاني بالانسان الى الإلغاء والفشل، فماذا نختار؟
لنحارب كثرة الكلام والفضول؛ فمن كثر كلامه كثر سقطه، والتزيّد به لغو وهذر وضرر، علينا أن نتحرى الصدق وننقَح الكلام لكي نمنع نشر الكذب وضرره؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:«كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكلِّ ما سمع».
كيف ترون الناس اليوم؟ تنظر في واقعهم فتجدهم يتوزعون بين التدين المصطنع، والميل الى المزاح والتنكيت، والاهتمام بلغة اللامعقول واللااخلاق، وتعظيم الذات، ورفع الصوت في أثناء الحديث، وتطعيم لغتهم بمختلف اللهجات واللغات، والتدخل في كل شأن، فمتى نفوق ونعتبر؟
المزاج العام مغرق بالهم واللامعقول؛ فمتى يعود الى راحة البال وتذوق الجمال!؟
mohamadq2002@yahoo.com
الرأي