facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




سطوة الإعلام!


سليمان الطعاني
03-08-2019 07:00 PM

الإعلام اليوم، هو الأقدر على غسل الأدمغة وتزييف الوعي، بنفس احترافية تزييف العملة، ذلك بما يملكه الاعلام من وسائل حديثة مغرية تستميل العواطف والأفكار بالصوت والصورة والمؤثرات المصاحبة يستطيع الإعلام أن يقلب مفاهيمنا وينقض ما استقر من أفكارنا. ومبادئنا. إنه ساحر هذا العصر وأبرع وأكذب من سحرة موسى وهو الذي يستطيع أن يسلبنا وعينا أو أن يزيفه.

ننام على حب شيء أو شخص ونصبح على كراهيته أو حد تخوينه وهكذا ولعلنا نشاهد يومياً كيف تزيف الإعلانات حقائق الأشياء والخدمات ولا نصحو الا بعد فوات الأوان وبعد الندامة والخسران.

أسوأ ما يقوم به الاعلام هو خداع المجتمع وتزييف الوعي وأن يتحول إلى طبول وأبواق في زفة النفاق وإشغال الناس عن قضاياهم الحقيقية بالحديث عن المنجزات الورقية والوهمية وتضخيم بعض الانجازات والمبالغة في الحديث عن أخطاء ثانوية وتجاهل الكوارث الكبيرة وفق ما يسمونه بالإمساك بصغار السمك والتغاضي عن الحيتان الكبيرة.

وكما يقول أحد الباحثين عن خطورة دور الإعلام التسلطي في تزييف الوعي "إن الإعلام المكتوب والمرئي يتبنى اتجاهات كلية اختزالية تكثيفية تبسيطية تتحول إلى مسلمات يصعب تفكيكها وفضحها بسبب بساطتها، وإحكام صياغتها، وإغراق الإدراك بها، وصولاً إلى هدر فعلي للوعي"

كما يؤكد فلاسفة التربية أنه لا وجود لتعليم محايد، فإما أن يكون التعليم وسيلة لتدجين المجتمع وتطبيع قيمه وأخلاقه مع واقع الفساد والاستبداد أو أن يكون وسيلة لتحرير الإنسان وصناعة الوعي الناقد القادر على البناء.

كذلك نستطيع التأكيد أن الإعلام إما أن يكون وسيلة لتحرير وعي الجماهير وتقديم الحقائق كما هي وتعرية واقع الظلم والاستبداد وكشف ملفات الفساد والتشهير بالفاسدين، أو أن يكون وسيلة لتزييف الحقائق وتدجينها وتعتيمها ووسيلة للتلاعب بالعقول وإشغالها عن همومها الحقيقية بأنواع من التسليات والترفيهات وصناعة الاهتمامات التافهة التي تساهم في تبديد الوقت في غير طائل في اللغو والعبث الفارغ وتشتيت العقل في عمليات خداع ومبالغات وتضخيم لقضايا ثانوية وتهوين لما يستحق التعظيم.

وهناك اليوم الكثير من الدراسات التي تحذر من خطورة هيمنة السلطة المتسلطة على الإعلام وتحويلها الاعلام إلى أداة للتلاعب بالعقول وتزييف الوعي، واختراق العقل وتسويق الوهم والفشل الرسمي وتحويل الإعلام إلى ماكينة للتحريض على بعض فئات المجتمع لتبرير الجرائم وانتهاك لحقوق الناس...

فعلى سبيل المثال كثيراَ ما نرى الاعلام يبالغ في الحديث عن انجازات وهمية أو ثانوية ويذهب الى الهاء الراي العام عن المشكلات الحقيقية والاخفاقات المتوالية للحكومة في أكثر من صعيد وتبديد ثروات الأمة في أمور لا طائل منها وتضر أكثر مما تنفع.

وكثيراً ما نرى الاعلام يدور في فلك أشخاص مسؤولين ويحوّلهم إلى أصنام ويذهب الى تقديسهم بمبالغة كبيرة تخرجهم من دائرة البشر العاديين. وتضخيم مفاهيم ومصطلحات معينة والتركيز على بعض الجزئيات وفصلها عن سياقها العام وتجاهل مناقشة تحديات المستقبل والقضايا الجوهرية التي تهم المواطن.

وكثيراً ما يعمد الاعلام الى ترويج الاشاعات واختراع مصطلحات معينة لتشويه قضية محددة بعينها وتسليط الأضواء عليها وإلهاء الناس بها كشيطنة معارضي الحكومة وسياساتها واتهامهم بأبشع التهم وتشويه صورتهم الأخلاقية أو اختلاق أخطاء لهم لا وجود لها والتعامل معها كحقائق.

وفي مواجهة هذا السحر وهذه السطوة بدأت ترتفع الأصوات من أجل تربية الجيل الجديد لتحصينه من خلال تربية إعلامية تساعده على قراءة الرسالة الإعلامية وتحليلها وتفسيرها ونقدها وكشف زيفها وخداعها والاختيار السديد للرسالة الإعلامية النافعة وكشف طريقة التلاعب بالعقول وتزييف الحقائق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :