أن تخصّصَ صحيفة الفاتيكان الرسمية Osservatore Romano صفحتين من أعدادها الأسبوع الماضي للحديث عن التغير المناخي، بعنوان: «اسرع ارتفاع للحرارة منذ الفي عام »، يعني ذلك أن مخاطر كبيرة متفاقمة تهدّد الكرة الأرضية، بحراً وبراً، إلا أنها ستؤثر بلا شك على صحة الانسان وحياته وحيويته طريقة عيشه.
ففي عددها الصادر في 26 تموز 2019، ركزت صحيفة الفاتيكان اليومية على ما جاء في دراستين علميتين صدرتا عن جامعة بيرنا السويسرية في مجلتي Nature وGeoscience Nature أشارتا إلى موضوع تزايد الحرارة وأن ما نسبته 98% من الأرض معني بالاحترار. ولعل الأخوة في أوروبا قد كتبوا مراراً في هذا العام بسبب ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة بأن أوروبا تحترق. لكننا هنا بصدد الحديث عن العالم. فهل من المبكر أن نقول إن العالم يحترق؟ أم أن الأمر سابق لأوانه؟
هنالك إذاً تغيّر مناخي لا يمكن انكاره. وقد شاهدنا في بلدنا الحبيب الشتاء الماضي، كيف أن نزول المطر لم يعد طبيعياً، بل صار يغافلنا بشكل مفاجئ. والصيف كذلك لم يأت طبيعياً بل إن درجات الحرارة بازدياد فوق معدلاتها السنوية.
القضية كونية وليست محصورة بمنطقة معينة. وهي قضية انسانية توحد البشرية على هم واحد. وعلى البحث عن حلول مشتركة تهم الجميع. ذلك أنّ البيئة، وبلغة البابا فرنسيس الذي كان أول حبر أعظم يرسل وثيقة مهمة حول الموضوع الايكولوجي، هي «البيت المشترك للانسانية».
أشيد هنا بالمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي GIZ التي تعنى مع وزارتي البيئة والمياه بموضوع البيئة من خلال تشجيع الطاقة البديلة، وكذلك التوعية على موضوع كفاءة استخدام المياه. وقد شارك عدد من رجال الدين الاسلامي والمسيحي على مدار السنوات الماضية ببرامج توعوية، واطلعوا على العديد من البرامج العالمية - وبالأخص في ألمانيا - حول الاعتناء بالبيئة والعمل على مضاعفة غرس الأشجار والخضار.. وخرجوا بكتيّبين حول قيمة المياه في الاسلام (الماء في الاسلام) والمسيحية (الماء.. نظرة مسيحية) وذهبوا إلى دول عربية مجاورة (وبالأخص العراق الشقيق) لينقلوا الخبرة الأردنية - بالرغم من فقرنا المائي-إلى الأشقاء والأصدقاء. وقد كان «زنبرك» الحركة في الفريق الألماني طوال السنوات الماضية، شاب متخصص صاحب رؤية فنية هو السيد BJOERN ZIMPRICH الذي ذهب للعمل ابتداءً من الشهر الماضي في لبنان الشقيق، وهو يستحق تقدير المجتمع الأردني، نظراً لاسهاماته الرائدة في مجال البيئة وبالأخص المياه.
نحن بحاجة إلى أكثر من هذا، فما دعت إليه صحيفة الفاتيكان وترجمته وكالة زينيت الاخبارية إلى العربية يقول إن صفارات الانذار قد باتت بتزايد، وأن البشرية كلها مدعوة إلى «ارتداد ايكولوجي - أو بيئي» لمراجعة الممارسات الخاطئة من الدول والأفراد والالتزام بالمواثيق الدولية والانفتاح على أنماط سلوكية جديدة ومفيدة.
الراي