إيران توشك على إنهاء اللعبة
أحمد فهيم
01-08-2019 02:50 PM
سلسلة من المؤشرات الإقليمية والدولية توحي بأن الأوضاع ذاهبة باتجاه خفض التصعيد الدولي تجاه ايران، فها هي الإدارة الأميركية تخفف من حدة خطابها الدبلوماسي وتؤكد مرارا وتكرارا على لسان عدد من قياداتها أنها مع الحل السياسي في لملمة الملف الإيراني، والحال ذاتها تنطبق على كل من الإمارات والسعودية، حيث أعلنتا مؤخرا أنهما يجنحان للسلم لا سيما الإمارات التي تربطها مع طهران علاقات تبادل تجاري ضخمة، معلقين ذلك على توقف إيران بالمقابل عن التدخل في شؤونهما الداخلية.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد هو الآخر أن حزب الله في جنوب لبنان لديه عشرات الآلاف من الصواريخ، وحذر من حرب مدمرة مع اسرائيل حال اشتبك الطرفان (أي الحزب والكيان الغاصب) مشددا في الآن ذاته على أنه ليس مع خيار الحرب، مع دعمه المطلق لأمن الخليج.
اما أوروبا فقد استعصت على ترامب لجهة محاولته دمجها ضمن تحالف دولي لحماية خطوط الملاحة على مضيق هرمز، وقد حظي بابتسامات صفراء في هذا السياق من المرأة الحديدية التي تحكم ألمانيا (أنجيلا ميركل)، فيما بريطانيا بالكاد تحاول التفاوض على استعادة ناقلة النفط التي ذهبت معها هيبتها وهي تنقاد (أي الناقلة) أمام جنود الحرس الثوري الإيراني في معرض رد طهران على مصادرة ناقلة لها من قبل بريطانيا (غير العظمى).
لقد ذكرت مرارا وتكرارا في سلسلة مقالاتي المتلفزة على يوتيوب أن ايران ليست لقمة سائغة يسهل ابتلاعها على غرار ما فعلته الولايات المتحدة في العراق، فهي ستعمل على افشال الحصار الاقتصادي ضدها عبر تحرشها بمضيق هرمز وتعكير صفو خطوط التجارة العالمية ضمن هذا المضيق، وهو ما لمسته دول الخليج التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، فضلا عن مليشيات (قاسم سليماني) التي تضع المنطقة بين فكي كماشة، ولديها من القدرات والتسليح والتدريب على حرب الشوارع ما تتفوق به على جيوش نظامية جرارة.
لقد فهمت الولايات المتحدة ودول المنطقة هذه المعادلة، والأوضاع مرشحة للمزيد من خفض التصعيد تجاه ايران على المدى المنظور، فلمن إذن حشدت واشنطن قواتها في المنطقة؟! ومقابل ماذا تحصلت على مليارات الدولارات طالما أنها لم ولن تطلق رصاصة واحدة صوب طهران.