في لحظةٍ عابرةٍ ربما مظلمةٍ... خانقةٍ... سيؤلمكِ كل شيء... ستعانين...سيمزق الوجع قلبكِ... وينهش الألم روحكِ فيقطّع داخلكِ إلى أشلاء... ويحدث أنْ يتسرب الحزن إلى عينيك فَيَفيض الدمع منهما كالسيل... ربما ستخرّ قواكِ، فتجدين نفسكِ جاثية على رُكْبَتَيْكِ... وعيناكِ الحزينتانِ المليئتانِ بالضباب مواجهتانِ للأرض، وقد جَفَّتْ فوق شِفاهُكِ البسمات... تتساءلين في ذهول هل حقًّا هُزِمْت؟! هل علي أنْ أستسلم؟!
فَأُجيبكِ لا يا عزيزتي... هي انحناءة لابد منها كياسمينة رقيقة حريصة على نفسها من أنْ تنكسر في مواجهة الريح العاتية... فتأتيها من الله شدة الصلابة... فتشدّ من أزر نفسها وتَشْتَدْ... لِتُلَمْلِمْ شظايا قلبها النازف... وتعالج جراح روحها المبلّلة بالحزن... فتعود بعزم المحارب لتنهض من عثرتها.
تَعَلَمي أنْ تقفي من جديد... قاومي... وخَيّبي أماني كل من يَرْقَبْ إنهياركِ... لا تسمحي للألم بأنْ يِفْتِك بروحكِ فتتلاشى... فهو إنْ تمكن منكِ فلن يغادركِ إلا مرهقةً هشةً لا تقوي على شيء... فتغرقين في صمتٍ حزين.
كوني كوردةٍ حانيةٍ تشقّ طريقها بين صخور المحال... وتهدم ألف جدارٍ وجدار، لتعلن عن ولادتها ومدى قوة الطبيعة... فمهما كانت الأحلام والآمال أشبه بالمحال... يوماً ما سيمطركِ الله بغيمة أحلامكِ التي طال انتظارها... فلا تيأسي... واعلمي أنَّ مَأْساتكِ هذه لن يتَّسِعْ لها سوى الله... فَيُنير فيكِ ما أطفَأَتْه الخيبات... فلا تذبلي... وتذكري بأنك رقيقة كياسمينة عطرة... ناعمة في همسها كعزف الناي... ساحرة في حضورها كأميرة الحَكَايا.
Twitter: @EngShahedAlqady
Gmail: Shahed.Alqady@gmail.com
YouTube Channel: Shahd Ward