ميزانيات الأسر الأردنية وإشكالية المصروفات اليومية
فيصل تايه
01-08-2019 01:30 AM
لم ينته الأردنيون من تبعات أعبائهم المالية للمصايف اليومية الروتينية وما يرافقها من هموم اقتصادية أسرية وما يتبعها من متطلبات معيشية في ظل ظروف صعبة وموجات من الغلاء الفاحش على مدار العام ، ليحلموا بثالوث كبير يزحف باتجاههم ليقول لجيوبهم يا باغي الصرف أقبل ، وهو ما يعني بالتبعية دخول الأسر الأردنية في نفق متطلبات ثلاث مناسبات كبيرة تمر عليهم في آن واحد .
ففي الوقت الذي نتأهب لاستقبال عيد الاضحى المبارك وكذلك العام الدراسي الجديد ، إضافة إلى مصاريف الجامعات ، وما يرافق ذلك من متطلبات ، وبذلك تستعد الأسرة الأردنية لدفع ثلاث فواتير باهظة في آنٍ واحدٍ ، الأولى : فاتورة الحياة المعيشية اليوميه .. لتوفير الأمن الغذائي للأسرة ، وفقا لتقاليدنا العريقة والثانية فاتورة العيد وما يرافقها من مصروفات وعيديات وأضاحي والثالثة : فاتورة المدارس وتوابعها ، وكذلك كابوس الأقساط الجامعية المرهقة ، وما يرافقها من مستلزمات دراسية مختلفة لا تنتهي ما يتطلب أن تنفق الأسر الأردنية الكثير ، حتى تتمكن من وجهة نظرها القيام بواجباتها الاجتماعية والتعليمية والعرفية تجاه أبنائها وبناتها وأقاربها ومجتمعها ..
إن هذه المناسبات التي تدخل على رب الأسرة بوابل من المصاريف سيتكبدها رغماً عنه ، فتوجس الكثير من العائلات خيفةً من أعبائها الاقتصادية ، أمر تداعت له جيوبهم بالسهر والحمى ، وإن تزامن هذه المناسبات تعتبر إشكالية حقيقية وإنهاك لميزانية أسرية باتت تتضاءل في وجه أزمة اقتصادية حقيقية أصبحت نؤثر على مختلف اطياف مجتمعنا الأردني ، وفي ظل طفرة غير مبررة من ارتفاع في أسعار السلع والمنتجات تشهدها حاليًّا الأسواق على مختلف مستوياتها وكأنها ضريبة سنوية على المواطن تحملها ، وهي فرصة أيضا لجشع بعض التجار ممن يتحكموا بأسعار بعض السلع إلى أضعاف قيمتها ، مما يؤدي في أغلب الأحيان إلي تراكم الديون وتقهقر الميزانيات المحدودة للعائلات المتدنية والمتوسطة الدخل ، ما يدفعها في أغلب الأحيان إلى اللجوء إلى عوامل أخرى لتغطية النفقات والحاجيات قد تكون على حساب ميزانيات أخرى.
أن قدرات العامة من المواطنين ذوي الدخول المحدودة لا تتحمل في مجمل رواتبها أكثر من منتصف الشهر في الأحوال العادية الخالية من المناسبات ، هذا إذا قلنا أننا نبالغ في تقديرنا ، لذلك ندعو الله أن يكون في عون تلك الشريحة الواسعة من مواطنينا التي تعيش تحت الضغط المادي والنفسي والذي يختلف في شدته من شخص لآخر ، وما يشوبه من توترات ترافق حياتنا الاجتماعية ، ذلك ما يؤدي إلى تفاقم حجم المسؤولية الجسيمة الواقعة على رب الأسرة المحدودة الدخل والتي تحرق الراتب قبل أن يصل إلى جيبه .
إضافة لكل ما تقدم يجب أن نعزز ثقافة مهمة لأسرنا الأردنية تقوم على تنظيم أمورهم بما ينسجم ودخولهم فنحن حقا كأفراد وعائلات ومن ثم كمجتمع بحاجة ماسة إلى ثقافة الترشيد ، فترشيد النفقة فريضة فرضتها الشريعة ، وضرورة من ضروريات الحياة ، واستقرار الأسرة المادي وقدرتها على التنظيم هو دليل واضح على مدى تحكمها لمسألة الفعل والمنطق في تصريف مواردها المالية .
وأخيراً.. دعوني انتهز الفرصة لأتقدم بالتهنئة الخالصة بمناسبة قدوم عيد الاضحى المبارك إلى كل أفراد مجتمعنا الأردني الطيب بمختلف تكويناته وألوانه وكل من هم على الأرض الأردنية وكذلك أتوجه بالتهنئة الخالصة لسيد البلاد صاحب الجلالة الهاشمية ، الملك عبد الله الثاني ابن الحسين صاحب الفضل - أبا المكارم – والحكومة الرشيدة والذي عودنا دائما بمكرماته التي لا تنضب ، وخاصة مع دخول هذه المناسبات ليدخل الفرح والبهجة إلى قلوب أبناء شعبه الذي يحب ، انطلاقا من حرص جلالته على تلمس احتياجات أبناء الأسرة الأردنية الواحدة ، في مختلف مناحي الحياة ، وتوفير أسباب الراحة والطمأنينة والعيش الكريم لهم ولعائلاتهم ، فدام جلالته بخير ، هو وأفراد أسرته الكريمة ..
ودمتم جميعاً سالمين وكل عام وأنتم بخير .