مفهوم النصر /2
خلال بحثه لوضع اسس نظرية للحرب قام الجنرال البروسي كلاوسوتز بوضع معادلة للنصر تنص على ان النصر = المعنوية x التكوين المادي.
لكي يستطيع المهاجم الانتصار على الطرف المقاوم عليه القيام بتدمير مادي للقوة المقاومة يحيل قوتها المادية الى قيمة مشابهة للصفر وبعد ذلك تستسلم الامة لرغبة المهاجم ,هذا ما حدث بعد تدمير الولايات المتحدة للمدن اليابانية والمدن الالمانية والتي ادت بالنهاية الى استسلام اليابان والمانيا للحلفاء.
الحالة الثانية لانتصار المهاجم هي تحطيم ارادة المقاومة عن طريق تدمير الروح المعنوية, في حرب 1948 وائمت اسرائيل بين استخدام القوة النظامية (الهاجاناة) واستخدام العصابات غير النظامية مثل الارغون التي تستخدم الارهاب كوسيلة لتحقيق الهدف الاستراتيجي بتهجير غالبية المواطنين العرب باتجاه الدول المحيطة وغزة والضفة الغربية ومع نهاية الحرب وتحقيق اهدافها تخلصت من تلك المنظمات الارهابية بضمها الى الجيش.
على الجانب الاخر تبني المقاومة استراتيجيتها بهدف البقاء لأطول مدة ممكنة وسلاحها من المعادلة هو الارادة والتصميم الى ما لانهاية مما يحول قيمة نصر المهاجم الى صفر.
بنيت النظرية الاسرائيلية على رؤية لجابوتنسكي كتبها في عام 1923 بعنوان الجدار الناري وارتكزت فلسفته التصحيحية للصهيونية على استخدام القوة كوسيله لبناء الدولة اليهودية في فلسطين.
الفرضيات التي بنى عليها عقيدته تقتضي بان العرب شانهم كشأن باقي الامم لن يتركوا ارضهم لأقلية بطيب خاطر ولذلك فلا بد من ارغام العرب على ترك ارضهم والسلام فقط يتحقق بعد اقناع العرب باستحالة الانتصار على الدولة اليهودية .
الجدار الحديدي اكتسب معمودية النار وحقق النجاح بفرض الاعتراف بالدولة الاسرائيلية من قبل الدول المحيطة ومن السلطة الوطنية الفلسطينية بعد اقتناعهم بعدم جدوى المقاومة. اي سلام بدون اعادة حقوق للشعب الفلسطيني هو نجاح لنبؤءة جابوتنسكي المتوفي في عام 1944 واي كلام منمق عن سلام شجعان او سلام اقتصادي هو سلام سيكتب عنه المؤرخون اليهود بانهم حصلوا عليه بفضل جدارهم الحديدي .