من حق الانسان ان يكون حرا فى افكاره وارائه ومعتقداته، لكن هذا الحق مأطر بإطار الأخلاقيات الموروثات الثقافية، و لا يعني ان يكون هذا الحق منفلتا من عقاله، باسم الحرية والحداثة والعولمة ،فالانسان بطبيعته محب للحرية والتعبير عن ما يجول في خاطره، فتكون افكاره معبرة عن القيم والمبادئ التي نادت بها الحضارات على مر العصور، لا ان تطغى افكاره وارائه على حرية الاخرين،لتظل سيفا مسلطا على من يخالفه او يعارضه.
اننا خلقنا بشر حتى تكون انسانيتنا هي محركنا، لا مادياتنا او مصالحنا الشخصية، فلا يحق لانسان ان يتاجر بحقوق اخيه الانسان، ليسود ويقتنص الفرص للظهور والشهرة، فحياة الانسان حق لا يجوز لاي كان ان يحتكرها لنفسه ويجعلها مادة للمساومة، لغرض ذاتي بحت.
وفي القرن الواحد والعشرين، نرى تلك النماذج البشرية، والتي لا تراعي اي قيمة او مبدا في تعاملها مع الاخرين، همها الحصول على منفعة او صيت، واذا ما خالفته ، حاربك والب الدنيا عليك. انها بالطبع المصالح الشخصية والتي لا تعادلها قيمة في نظرهم.
انت انسان تحوي مشاعر و احاسيس وذكاء وفطنة، لا تدع اهواءك تطغى على انسانيتك، فتصبح اشبه ما يكون بالوحش الكاسر، يعيش في غابة ياكل فيها القوي الضعيف، لماذا لم نسال انفسنا ، كيف يمكن لانسان ان يصبح وحشا ليفتك بفريسته بلا رحمة؟
انت انسان فلا تمتلك الحق في المشي على اجساد البشر، لاجل ان تسلط عليك الاضواء بدعوى المناداة بحقوق الانسان، وانت اول من يكسر تلك الدعوى، تجاهر بعداوتك للانسانية وتلبس رداءها وتصطنع الرحمة والانسانية وحماية الضعفاء.
انت انسان ولكن؟ لست كاي انسان ، تجردت من انسانيتك وهي فطرتك التي جبلك الله عليها، لتكون اول من يحمل معول هدم فطرته، بمعناها النقي الخالص. عد الى انسانيتك، وانظر بمنظور الذي له والذي عليه، انزع عنك ثوب الناسك الكاذب، وتخلص من نوازعك واغراضك الغير سوية! وانطلق نحو عالم رحب يمتلئ بالانسانية والحب والسلام لبني الانسان، لا تكن عدو نفسك، وذلك هو البلاء العظيم