إِرجع فينا يا وطني إلى الحِقْبات الوردية، زمن القومية العربية، لا دينٌ يفرقنا ولا فِتنة تُؤرقنا وبِلادنا بلا عُنصرية.
أعدْ لنا شَرف المواطنة ولا تترُكنا نبحث عن الهجرة إلى بلادِ الفرنجة، وكرِّهنا بِفكرة الغُربة والترحال كالغجرية.
أعدْ لي كرامتي وزدني عِشقاً بوطني وترابه، فأنا أكره أن أُصبِح سواح وماشي في البلاد بِلا كرامةٍ ومسلوب الهوية.
ولنعود نرفع كاسك يا وطن وتكون فخرَ الدول وشرفٌ لكل من يحملِ الجواز والهوية الوطنية ولُغة الضاد الأعجازية.
واعطني حريتي وأطلقْ يَديّ كما أطلقنا من عالمنا العربي مُبشرين في كلِ الثقافاتِ والحضارات والمعارف العلمية.
وخدنا لزمن حسن الجوار ومحبةُ الجار للجار، ورجالات الحارة نورٌ ونار وصمّام الأمان بوجه العصابات الغدرية.
ارجع فينا للفرحة، أيام كانت المحبة تجمعنا نلعب كورة بالحارات، لا نُفرّق بين وحداتي وجزراوي وفيصلاوية.
كم كانت الحياة جميلة لما كانت أيامنا ضحك ولعب وجد وحب وطلة جارتنا البهية وامي ملهية بتحضير الكبة النية.
هل نعودَ لزمن الستينات، نُدرة صالونات الشعر الستاتية والباروكة في وقت الضيق هي إحدى الحلول الجمالية.
لا نفخ شفايف، لا عمليات تجميل، لا عدسات لاصقة ملونة والأنثى تتفوق في جمالها على جمال الطبيعة الارضيّة.
إرجع فينا لزمن الأعياد الحلوه، فرح ومرح وطبيخ العيد وجَمعة عائلية وأكلة شَهيّة والعِيدية كانت أحلى هديّة.
ما أروعكْ انتَ يا وطني بجبالك وسهولك ووديانك، بصيفك وربيعك وخريفك وبليالي الشتاءِ المضوية.
نطوقُ لجلسات الشتاء الليلية، وصوبّة الكاز مضوية ونحن نتسامر وإبريق الشاي على النار ونعمل الكستناء المشوية.
عُدْ فينا لزمن رغيف الخبز المبروك ومنوّر، مش مثل أيامنا هذه، كاشش واجرب ومِتعور وعجينه هزلية مهريه.
وبعد عنّا شر الخلوي، خسّرنا اولادنا واصحابنا واحبابنا، ووسائل تواصل اجتماعية تدميرية لمعنى الحرية الفكرية.
ما احلى رنّة التلفون الاراضي، كان الكل يركض عليه عشان يقول الو، مين معي؟ وأبوي يُتابع الأخبار المحلية.
ورجعنا للسهر الجميل، تلفزيون اردني، فكر واربح، مسلسل اللقيطة، وسلام ملكي وبعدها الخلود للنوم واحلام هنية.
ما اجملكْ يا عمان بجبالك السبع، جبل النظيف وعمان والحسين واللويبدة والوحدات والتاج والنصر والاشرافية.
أعد لنا أمجاد حروفنا الابجدية "ابجد هوز" وفروسيتها اللغوية بدلا من حروف المسجات الهزلية التدميرية.
وأعطني حريتي وأطلق يدي لنكتب احلى الروايات والقصص والمسرحيات ونعمل أُمسيات روائع شعرية.
ما اروع زمن الأغنية الجميلة "أردن ارض العزم" كلماتها جوهرية وغنية بالحماس والاحساس بالمشاعر الوطنية.
وجنبنا الأغنية الرذيلة "بوس الواوا" بحب الموز" و"جوووول" والفخدة للشُهرة هي المرجعية الفنية.
عُد بنا إلى الوراء، زمن السياسيون بالفطرة، وليس سياسيون اكتسبوا كراسيهم بأموالهم غير الشرعية.
خدنا بحنانك إلى ما قبل مجلس الامة وتفاقم أرقام المديونية. والديموقراطية استبدلت بالنوابوقراطية.
الوطن يناديكم ويشد على أياديكم ويقول للمسؤولين عودوا للإحساس بالمسؤولية وكفاكم يا معشر البلطجية.
من أجلك انت يا وطني نُضحي بالغالي والنفيس لتبقى رايتك تُرفرف عاليا لأبعد ابعد مدى في سماءِ الحُرية.
فلتشهد يا شجرَ الزيتون أننا كُّنا مع الحسين ومع ابنه ماضون، ومن اجلك يا وطن نموت ولِتحيا أنت بِحُرّية.