الهتاف الأول : يا محمد مبروك عليك الجزائر عادت إليك .

في عام 1962م وبعد أن أجبرت فرنسا على الإعتراف باستقلال الجزائر، والانسحاب منها بعد استعمارها لأكثر من مائة وثلاثون عاماً.

خرجت الجماهير الجزائرية المسلمة إلى الشوارع والميادين والساحات، والفرحة والغبطة ونشؤة النصر تملؤ قلوبها وصدورها، خرجت تهتف بهتاف ( يا محمد مبروك عليك، الجزائر عادت إليك )، وكان هذا الهتاف هو الهتاف العام لكل الجماهيرالذي توحدت به قلوبهم وعقولهم قبل وحدة حناجرهم وألسنتهم التي هتفت به.

والسؤال المشروع هنا: لماذا هتفت الجماهير لمحمد وباركت له دون غيره من الأسماء الأخرى الكثيرة في تاريخ الجزائر من العلماء وقادة الجهاد الذين كان لهم دور كبير وعظيم في حصول الجزائر على استقلالها والمحافظة على عروبتها وإسلامها كالمجاهد سيدي عبدالقادر الجزائري والشيخ عبد الحميد ابن باديس والشيخ البشير الإبراهيمي وغيرهم الكثير من قادة الجهاد والنضال الوطني كقادة جبهة التحرير وقادة الثوار الآخرين.

فالهتاف لمحمد لم يكن صدفة ولا عبثاً، الجماهير الجزائرية عرفت وأدركت منذ اليوم الأول لاستعمار فرنسا المخططات التي وضعها الإستعمار وحاول تطبيقها لأكثر من 130 سنة والتي كانت ترمي إلى تغير كل شيء له علاقة بالإسلام في حياة الجزائريين. إبتدأ من اللغة مروراً بالعادات والتقاليد واللباس والأكل والشرب وفرض الفرسنة على الجزائرأرضاً وشعباً في كل مناحي الحياة، وكان أخطرها هو تغيير الدين والثقافة والفكر المنبثقة من عقيدة الشعب الجزائري. فكان رد الشعب الجزائري عليها مدوياً أسمع به فرنسا والعالم كله إننا أبناء وأحفاد محمد وسنبقى على دين وعقيدة محمد رغم كل محاولاتهم لتغييروطمس ذلك عبر السنين الطويلة للاستعمار، وإن الجزائر أرضاً وشعباً هي لمحمد ودينه وعقيدته ولن ترضى إلا به رسولاً وقائداً وزعيماً وأسوة وقدوة وستبقى إلى الأبد على ذلك.

الهتاف الثاني : محمد مات خلف بنات .

بعد حرب 1967 المهزلة والمحزنة,دخلت قطعات المستوطنين الصهاينة الى ساحات المسجد الاقصى المبارك وهي تهتف ( محمد مات خلف بنات)، وكانت هذه القطعان فرحة ومنتشية بالنصر الذي حققوه على العرب في هذه الحرب، حيث استطاعت قواتهم الوصول إلى قناة السويس وإلى أعالي هضبة الجولان ووقفت على ضفة نهر الأردن الغربية، بعد أن أوقعت بالجيوش العربية أسوء هزيمة في تاريخ الأمة على مدار تاريخ المنطقة.

والسؤال المشروع أيضاً هنا؟ لماذا لماذا هتفت قطعان الصهاينة بهذا ؟ ولم تهتف باسم القادة العرب الذين هزموهم وأنهم بنات لا يحسنون القتال .؟

إن اليهود الصهاينة يعرفون حق المعرفة أن هذه الحرب بينهم وبين العرب دينية وعقائيدية خالصة وأن عدوهم الأول والأخطر هو محمد صاحب الدعوة والرسالة والعقيدة الإسلامية التي يواجهونها، ويعرفون أيضاً أن الخطر الحقيقي عليهم وعلى مشروع كيانهم المسخ هو الإسلام أهله من أتباع محمد وأن هؤلاء هم المؤهلون للقضاء عليهم وعلى دولتهم المصطنعة لذلك هتفوا بكل حقد على محمد وأتباعه الذين وصفوهم بالبنات والذين لا يصلحون للقتال والنزال مع الأعداء.

فهم يعرفون حق المعرفة أن الذين انتصروا عليهم في حرب 67,وقبلها في نكبة 48 من القادة والجيوش العربية ليسوا على نهج محمد وليسوا من أتباعهم الصحيحين وإنما ينتموا بالإسم فقط ولذلك لم يكن الإسلام دين محمد حاضرفي ادارة شوؤن حياتهم وحروبهم. ومع كل ذلك تشفووا بمحمد ورسالته وعقيدته فقط.

ولكننا نقول لهم ولأحفادهم إن الايام بيننا وبينكم دول، فوالله لن تقوم الساعة حتى يقتلكم أحفاد محمد من المسلمين وينهون كيانكم المسخ الذي أقمتموه في غفلة من الأمة ,وسيعود المسلمون إلى بيت المقدس وفلسطين مكبرين مهللين هاتفين كما هتف إخوانهم في الجزائر " يا محمد مبروك عليك القدس وفلسطين عادت إليك "
فانتظروا إنّا منتظرين...