الفنان عمر العبداللات .. عندما يغني لفلسطين
د. ايهاب عمرو
29-07-2019 01:30 PM
لعلي كنت محظوظاً يوم شهدت إنطلاقة الفنان الأردني المبدع عمر العبداللات أثناء أدائه أغنية "هاشمي" لأول مرة في الحفل الذي أقيم في استاد عمان الدولي بحضور الملك الحسين رحمه الله. ونجحت الأغنية بعد ذلك بشكل كبير داخل الأردن. وتصادف ذلك مع بزوغ موهبة الشعر والكتابة لدي بفضل الله ما أمكنني من فهم مرامي الأغنية وجملها اللحنية بشكل كبير.
وقام الفنان عمر العبداللات بعد ذلك بغناء مجموعة من الأغاني التي دلت على موهبة كبيرة لديه سواء على مستوى الغناء أو على مستوى الألحان والكلمات كونه كتب بعضاً من تلك الأغاني.
وتوالت إبداعات الفنان عمر العبداللات حتى وصلت ذروتها بإصداره ألبوم "فلسطين .. من النهر إلى البحر" الذي تغنى فيه بمدن فلسطين ومعالمها التاريخية والحضارية من خلال أسلوبه المتفرد الذي احتوى على أجمل الكلمات وأعذب الألحان للمبدع مهدي الشيخ.
ولعل الفنان عمر العبداللات شكل ظاهرة فنية فريدة من نوعها كونه من القلائل الذين استطاعوا الجمع بين موهبة الغناء والتلحين وكتابة الكلمات على مستوى العالم العربي، خصوصاً على مستوى الأغاني الوطنية في المنطقة العربية التي هي أحوج ما تكون لهذا النوع من الأغاني بعد أن انتشر البغاث في أرضنا وسماءنا وهواءنا واحتلوا ماضينا وعبثوا بحاضرنا وحاصروا مستقبلنا.
ويقيناً أستطيع القول أن فكرة ألبوم "فلسطين .. من النهر إلى البحر" تعد نقلة نوعية في تاريخ الغناء الوطني على مستوى العالم العربي سواء على مستوى الكلمات أو على مستوى الألحان، خصوصاً أن الفنان العبداللات يتغنى بفلسطين التاريخ ما شأنه تذكير الجيل الشاب في العالم العربي بفلسطين ومدنها. وشكل لفتة كريمة من فنان ملتزم بقضايا وطنه وأمته عكس بعض أشباه الفنانين وأشباه الفنانات الذين حرفوا بأغنياتهم البوصلة عن مسارها، ناهيك عن تأثير تلك النوعية من أغانيهم الهابطة على الذوق العام.
إن إلتزام الفنان العبداللات بقضايا أمته وعلى رأسها قضية فلسطين يعكس حالة عامة يشعر بها كل أردني وأردنية تجاه فلسطين وأهلها، وتلك شيم يعرفها كل من عاشر الأردنيين من أبناء العشائر الذين يمتازون بالكرم والنخوة والتسامح واحترام الضيف. وهذا ليس بجديد على أبناء الأردن الذي ضحوا في سبيل فلسطين وأهلها، ولعل المقابر في الضفة الغربية التي تحتضن رفات الجنود الأردنيين الذي قضوا دفاعاً عن فلسطين خير دليل على ذلك.