أهمية العمل التطوعي
وليم سلايطة/ديترويت/امريكا
22-10-2009 05:34 AM
تستعد هيئات ومنظمات المجتمع الاميركي في المقاطعات والولايات الاميركية لاطلاق "شعلة العمل التطوعي" السنوية التي بدأت هذا الاسبوع وتتوج يوم السبت الرابع والعشرين من الشهر الجاري باحتفالات عمل يشارك فيها الملايين من المتطوعين حول الولايات الاميركية الخمسين .
في العام الماضي، تطوع اثنان وستون مليون اميركي بزيادة وصلت مليون متطوع عن العام الفين وسبعة.
وقد سجلت مؤسسة الخدمات الاجتماعية، وهي الوكالة الفدرالية المناط بها مسؤولية برامج الخدمات التطوعية زيادة في عدد المتطوعين هذا العام بسبب كثافة وجدية المعلومات التي تتناقلها الاجهزة الاعلامية، والابحاث والدراسات التي تبين قوة وتأثير العمل التطوعي على حياة الاميركيين من جميع الاعمار.
في ولاية نيويورك (New York)سيقوم الف متطوع بزراعة عشرين الف شجرة، وفي اتلانتا (Atlanta)سيقوم المتطوعون بترميم وصبغ وتنظيف مداخل بيوت المسنين، كما يساهم مئة وعشرون الف متطوع في نقل المرضى والعجزة الى مواعيد زياراتهم للعيادات والمستشفيات والمراكز الاجتماعية، وفي ولاية فلوريدا (Florida)يستعد مئة وخمسون من موظفي بنك أميركيا بشراكة مع طلبة الجامعات والمعاهد التعليمية في المنطقة للعمل على بناء ملعب للاطفال الموعزين القاطنين في مناطق فقيرة. كما يقوم آلاف المتطوعين بوضع رسومات وكتابة رسائل التشجيع وزخرفة "أغطية ومخدات للاطفال المرضى وتوزيعها على مستشفيات الاطفال".
وفي ولاية تنسي (Tennessee)يجند الكاتب القصصي المعروف " نك كاتورز" عشرة آلاف طفل قادر على القراءة، لقراءة صفحات من كتبه المخصصة لمرضى سرطان الدم من الاطفال، حيث تبث قراءات الاطفال هذه من خلال الشاشات التلفزيونية المتثبتة في غرف الاطفال في مستشفى سانت جود (St. Jude)وغيره من مستشفيات الولايات الاميركية. وفي منيسوتا (Minnesota) تستعد ملكات جمال خمس ولايات لقضاء سحابة يوم السبت الرابع والعشرين من هذا الشهر مع الاطفال الاقل حظاً والقراءة لهم. وفي أكثر من مئة مدينة حول الولايات الاميركية يتبرع متطوعون بالدم لصالح المستشفيات وبنوك الدم التي تعاني من نقص حاد. وفي لاس فيغس (Las Vegas)كما في بنسلفانيا (Pennsylvania) تنظم حركة "تشستر للسلام" حملة لجمع الملابس واللوزام المدرسية والاحذية والعاب الاطفال لشحنها لأفغانستان في صناديق كتب عليها "نحن ضد الحرب" لتوزع على المحتاجين والمتضررين في افغانستان.
وفي ديتريوت (Detroit)يقوم عشرات الآلاف من المتطوعين بتنظيف وتجميل شوارع المدينة، وصبغ واجهات المحلات في المناطق القديمة والفقيرة. وتنظم مؤسسات المجتمع المدني حملات مشابهة، ويقوم المجلس العربي الاميركي والكلداني بحملة مركزة بالتعاون والشراكة مع دائرة الاحصاء العامة الاميركية لتنظيف وتجميل منطقة شمال ديترويت، والتواصل مع سكان المدينة لتوعيتهم باهمية المشاركة في احصاء عام 2010 الذي سيبدأ بداية العام القادم.
ورغم ما يتسم به العمل التطوعي من اهمية في تقوية والارتقاء بشخصية ومكانة الفرد، وتعزيز قدراته الذاتية فأن نسبة كبيرة من مجتمع الجاليات العربية الاميركية ما تزال تبتعد مسافات طويلة عن ما في المجتمع الاميركي من نشاطات ايجابية، ويلاحظ ذلك في عزوف اعداد كبيرة من شبيبة وشابات الجالية عن الانخراط في وتقبل الاعمال التطوعية في حياتهم الدراسية والعملية، وتعود الاسباب الى بعض الانماط الثقافية التي تقلل من شأن العمل دون مردود "مالي" اضافة الى ضعف الوعي العام وربما غيابه التام عن مفهوم وفوائد العمل التطوعي عند الاهل و الوالدين.
Williams@myacc.org