الملك سلمان يقبل يد شقيقه بندر
شحاده أبو بقر
28-07-2019 10:45 PM
نعى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز شقيقه الأمير بندر الذي إنتقل إلى رحمة الله سبحانه اليوم الأحد ، وبهذه المناسبة أبدع الإعلام السعودي في نشر صورة للملك سلمان ينحني مقبلا يد شقيقه الذي يكبره سنا قبل وفاته رحمه الله.
في السياق ذاته، أنا شهدت ذات صلاة عيد كيف نهض الملك عبدالله الثاني من مكانه مسرعا متوجها صوب عمه الامير الحسن وجثا أمامه وهو جالس ليقبل وجنتيه وهامته مهنئنا بالعيد ، إلى غير ذلك من حالات في تعامله المحترم مع كبار السن من مواطنيه.
لهذه الصورالمعبرة دلالات عميقة عن مكنون ومضمون منظومتنا الأخلاقية والأسرية العربية والإسلامية عموما ، وهي منظومة مشرفة أصابها وللأسف الشديد شروخات كثيرة على مدى عقود قليلة مضت ، فلم نعد نعتد بهذه المنظومة العظمى التي تميزنا عربا ومسلمين عن سوانا من خلق الله ، ولم يعد صغيرنا يوقر كبيرنا ولا كبيرنا يحنو على صغيرنا إلا من رحم ربنا ، ومرد هذا هو إبتعادنا عن معرفة الله حق معرفته ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اقول هذا وقد شهدت النقيض في تصرفات بعضنا نحن العامة ، شابا كان يشغل موقعا وظيفيا متقدما يدخل باب مجلس عام قبل والده المسن ! ، مررها الحاج وتظاهر كمن هو فخور بمنصب ولده ، وواقع الحال يقول أن قلبه كان يتقطع حسرة على ما جرى أمام الجمع ، وبالذات من يعرفونه منهم.
صار الناس في عالمنا العربي يتمايزون بمالهم ومناصبهم وجاههم المصطنع في غالب الأحيان ، وفي ذلك واقع مر يتطلب منا جميعا أن نسعى إن إستطعنا إلى إستعادة موروثنا الإجتماعي الأسري الشريف العفيف الذي يتمزق سريعا وللأسف ، وكبار السن في عالمنا لا بد أن يحظوا بحقهم الطبيعي دينيا وإجتماعيا واخلاقيا بإحترام من هم أصغر منهم سنا مهما كان شأنهم، وصغار السن يجب أن يسعدوا بمحبة الكبار منا مهما علا شأن أي منهم.
الكبير في ذاته لا يتكبر على من هم سواه ، ومن تواضع لله رفعه الله ، ومن تكبر فليتذكر أن الله أكبر من كل كبير ، وأن هذا الكون إلى زوال محتوم ، وأن الله جل جلاله ، أكبر من كل كبير .
مؤسساتنا التربوية التعليمية والإعلامية ، مطالبة بالعمل على ترسيخ قيم الإحترام والمودة والتراحم في نفوس الجيل ، وإلا فنحن سائرون نحو منزلق إجتماعي أخلاقي تتبدد فيه منظومة الأسرة كلبنة أولى في تكوين مجتمعاتنا من ناحية ، وتترسخ فيها ويا للأسى قبل الأسف قيم مستجدة يغدو أفراد تلك المجتمعات فيها ، عبيدا للمنصب وللمال وحسب ، وعلى طريقة " قديش معك تسوى " في نظر القوم ، من ناحية ثانية ! .
قبل أن اغادر ، وبعيدا عن حديث السياسة وشجونها وشؤونها المملة ، أمد الله بعمر الملكين عبدالله الثاني بن الحسين وسلمان بن عبد العزيز ، وزادهما تواضعا هو من شيم الكبار وحسب ، ورحم الله الأمير بندر بن عبدالعزيز . والله سبحانه من وراء قصدي .