التوجيهي والمناهج الجديدة
د. ذوقان عبيدات
28-07-2019 01:52 PM
قلت في مقالة سابقة، ان تطوير المناهج، وما حدث هذا العام بعد النتائج سيكون أساسيا، لأنه:
- يفتح المجال أمام تعليم التفكير، وسأفسر ذلك!
- يزيد من ثقة المجتمع بالمؤسسة التربوية، وسأفسر ذلك!
- يزيد من ثقة المتعلم بنفسه.
وكانت أسبابي هي:
(1) التوجيهي
1- التوجيهي: بمحتواه واجراءاته ونتائجه كان عقبة أمام تطوير العملية التدريسية في الصف. وكانت كل الجهود الصفية والمدرسية لخدمة النجاح في التوجيهي، ولا مجال للقيام بأي نشاط أو اعطاء الفرصة امام المعلمين والطلبة ليفكروا. قامت الوزارة بتخفيف الأعباء، فقلصت عدد المواد وقلصت حجم كل مادة؛ وطورت نوعية الأسئلة؛ فتفوق الطلبة وفرح المجتمع. ولن يكون لدينا تسعون ألف طالب راسب وعشرة الالاف تشردوا في تركيا والسودان بحثا عن شهادة توجيهي غير اردنية.
وسيذكر حملة الدرجات +95% لأبنائهم واحفادهم بعد عشرين عاما اعتزازهم بهذا الإنجاز العالي! قد يكون هناك مفاجأة في ارتفاع المعدل، ولكن ذلك ليس من الكبائر. ويمكن تلافي ذلك في السنوات القادمة. المهم أن المجتمع بدأ يثق بالوزارة، وأن لجوؤه للدروس الخصوصية سيقلص؛ وكذلك لجوؤه للبرامج الأجنبية.
أنا لست من مؤيدي التوجيهي بأي شكل؛ طالبت ذلك مرارا ولكن توجيهي هذا العام هو الأفضل.
(2) المناهج ومجلس المناهج
العلاقة واضحة بين التوجيهي والمناهج، فالمناهج وتنفيذها كان مسخرا لخدمة التوجيهي، وكان ثباتها ضروروي لثبات التوجيهي. لكن عمليات انتاج المناهج والتي بدأ مجلس المناهج بكتاب علوم الصف الأول، اثارت علامات استفهام وأسئلة جادة، حول:
- علاقة الكتاب بالأردن وبفلسفة التربية
- مدى جدية أو صدق المعلومات العلمية في الكتاب
- مدى اهتمامه بالتفكير.
وقد أوضحت في مقالة سابقة في جريدة الغد 28/7/2019 أن الكتاب تلقيني بامتياز، وأن مخرجاته تلقينيه 100% ولم يتحدث الكتاب كله عن أي مخرج له صلة بالتفكير. أما عن صدق المعلومات، فان ما كتب عن البيئة وانواعها يثير الاستغراب والدهشة. سألت خبيرة البيئة د. منى هندية هل المدرسة والشارع والنفق بيئات صناعية؟؟ وهل صحيح ان هناك بيئات لم يمسسها بشر؟؟ استغربت وقالت ليس من كتب هذا الكلام له علاقة بالبيئة!! وسألتني الخبيرة: لماذا يحدثون أطفال الصف الأول عن أنواع البيئات وكيف سيستوعبون هذا الكلام؟؟؟
المهم صدر الكتاب مليئا بثغرات تشير الى ان أحدا لم يراجع الكتاب!!! ولو رآه موظف جديد في مديرية المناهج في وزارة التربية لصحح جميع الأخطاء الواردة!!
من المدهش، أن المسؤولين بدلا من الاستماع الى النقد، لجأوا الى أسلوب "النشامى" فكلفوا إعلاميا مرموقا لشتمنا والدفاع عن أخطائهم.ولجأوا إلى إخفاء منتجهم الثاني خوفا من نقده وإتاحة المجال للإعلامي أن ينبض بقلوب سوداء بدلا من نبض البلد!!!
أبناؤنا يستحقون الأفضل يا مجلس المناهج!!!