" وأشتعل الرأس شيبا " .. يا سيدي
د. سيف تركي أخوارشيدة
28-07-2019 08:30 AM
لا يمكن لأحد منا أن ينكر خطورة المرحلة على المستوى المحلي بكافة تفاصيله ، فقد بلغنا من جلد الذات الى الحد الذي يستوقفنا لوضع الأمور في نصابها ، و الشخوص في مواقعهم الصحيحة ، و المسميات كما هي ، و الحقائق تأتي دون تنميق أو تلفيق .
وهذه المرحلة ما هي الإ سيناريوهات مشتركة و مكررة تحتاج الى جردة حساب تبدأ من "الأنا" و تنتهي بالمجتمع ككل ، و المبادرة فيها يجب أن تكون من داعي الضمير و المواطنة فلم يبقى من الوطن شيء الإ و نهشته آفة الفساد ، و نكلت به محاريب المحسوبية و الطبطبة .
في كل مرة كانت التدخلات الملكية هي النقطة و الحد الفاصل الذي يَجُبُ أخطائنا مسؤولين ومواطنين فكلنا شركاء في هذا الوطن، شركاء في الخطأ كما الصواب ، فعندما أستدعت الهموم الوطنية أن نتخذ موقفا حازما تهاونا و تخاذلنا وكل منا بات يغني على ليلاه ، وكما النعام دفنا الرأس تحت الرمال ، لتأتي الجهود المكوكية الملكية كــ "طاقة قدر" و فرج لهذا الوطن ، ليكون صاحب الجلالة الملك عبدالله (القائد و المسؤول و المواطن) ، ليكون في قلب الوجع بلسما ، و عز الضعف سندا ، وفي عمق الخطر صمام أمان ، الى أن أشتعل رأسه شيبا خوفا على هذا الوطن الذي بقي صامدا رغم المخاطر المحاط بها ، بجهود قيادته الهاشمية الحكيمة أولا ، و ثلة ما زالت لا تخشى في الله و في هذا الوطن لومة لائم .
و عودا على بدء .. جميعنا نعلم حجم الضغوطات و الأزمات التي تعصف في الأردن الى الحد الذي أيقنا بعده أنه لا مناص لنا للخروج من عنق الزجاجة ، فالأزمات متواترة و دائمة الحضور، لكن الغريب في الأمر أن جلالة الملك بلغ الى حد الذروة في المكاشفاة والوضوح دون تسويف أو تجميل للواقع ، مما ينفي في ذات الوقت جهود المهرولين في أماكنهم من الذين أشبعونا وعودا و انجازات مدعاة بأنه سيأتي يوم و نتحرر من الزجاجة، الى الحد الذي أفقدنا الثقة فيهم و في مواقعهم وفي جادة مساعيهم نحو الوطن.
جلالة الملك يبعث دائما إشارات و إضاءات تحتاج من يلتقطها و يسلط الضوء عليها ، فتغيير القيادات العسكرية الأخير ، رسالة لنا و للعالم أجمع ، بأن الأردن دولة الرجال الرجال ، دولة لا تفلت حقها و لا تهدر ثأرها ، و لا يلين لها طرفٌ ، فما زال الأردن بخير ، و ما زال هناك من نذروا نفسهم لله و للوطن .
و في كل مرة تأتي الخطابات الملكية نصا صريحا بأن المرحلة التي نتعايش معها بحاجة لرجال ميدان ، يدا بيد مع جلالته ، و لكن يبقى هنا قصور و تقصير من قبلهم فالمسؤولية تشريف و برستيج ، وجاهة لأ أكثر ، و هذا ما لا يرضى به جلالته و قالها علانية " الي مابده يشتغل يروح " ، المنصب أمانة فإلى جانب التشريف يأتي التكليف أولا متزامنا بقسم تهتز له الجبال بأداء المهام الموكولة بكل أمانة ، لتكون ردود فعلنا لاحقا على أعمالهم ردود مكلومة مفجوعة من الهشاشة التي تقوم عليها ، و لكن تبقى ثقتنا معلقة فقط بك سيدي صاحب الجلالة ..