الابهار هي لحظات الدهشة والحيرة، من ظهور امر مفاجئ لم تراه العين من قبل ولم يخطر على قلب المشاهد او المستمع او القارئ ، وعادة ما يا يلفت الانظار وتستحسنه النفس للوهلة الاولى او لدقائق ثم تختفي آثارة دون نتاج او نتائج.

تماما هذا ما حصل للناس عندما استمعوا الى نتائج التوجيهي هذا العام ، اخذتهم الدهشة والحيرة ، وكانت النتائج مبهرة في معدلاتها العالية وكانت غريبة ، وتحدث الناس عن ذلك، واستهجنه الكثيرون ، وتساءل آخرون ما الجدوى والفائدة من هكذا مخرجات؟!

النتائج او امتحان الثانوية العامة هو في الاساس يمثل قياس المستوى الحقيقي للطالب في التحصيل، ومدى الجد والاجتهاد والمثابرة والذكاء عنده ، وكذلك مؤشر ودليل على مدى ومستوى جودة التعليم العام في الدولة، الذي يفترض ان يكون من الجودة بمكان بحيث يؤهل الطالب لدخول سوق العمل ابتداءا ، او الالتحاق بالمعاهد والجامعات ، دون ان يصبح عبئا، او همزا تلوكه الالسن بان تحصيله دون المستوى المطلوب.

لن اتحدث هنا عن الكيفية التي اتت بهذه النتائج ، فالامر سهل على اهل الخبرة ، والاساليب كثيرة ، ومن السهل تبريرها ، ومجرد التسهيل والتساهل في طرح الاسئلة وكذلك في التصحيح كفيلة ان تخرج هذه النتائج.

كما انني لن اخوض في الدوافع والسياسات التي على ضوئها جاءت هذه النتائج ، حتى لا نقع في دوامة النفي والتبرير والاثبات وهكذا ، والتي سمعناها في الساعات الماضية ، والتي يفترض ان تتحدث عن الوزارة بشفافية ووضوح ..

في استطلاع ، نقلت الجزيرة مباشر الخبر تحت عنوان ؛ شارك برايك ، وطرحت ما يلي ؛ هل تعتقد ان ارتفاع معدلات الطلبة في نتائج امتحان التوجيهي العام الحالي امر طبيعي ام مقصود من طرف وزارة التربية والتعليم ؟ فاللمرة الاولى يبلغ معدل الاول على المملكة 100% الى جانب من حصل على 99.9% ، وهناك اكثر من 7500 طالب حصلوا على معدل 90% فاعلى . وجاءت التعليقات على الخبر سلبية جدا في اغلبها ، ناهيك عن التندر ، وبعضهم من الطلبة انفسهم ..

نتائج التوجيهي "المبهرة" وما ظهر من تندر لاذع عليها لا يمكن تبريره في سياقات علمية، ولا عبر الحديث عن حسد وغيرة وما الى ذلك من حديث الجدات ايام زمان، انما عبر الحديث عن دوافع وسياسات اخراج النتائج على هذا النحو بشكل واضح وصريح.

drmjumian7@gmail.com