فتح الإسلام والاختراقات المشبوهة
جميل النمري
21-05-2007 03:00 AM
هناك وجهتا نظر حول فتح الإسلام التي دخلت امس في مواجهات مسلحة مع الجيش اللبناني الذي كان يحاول استعادة مواقع احتلتها الجماعة وأسفرت عن قتل 7 جنود وجرح آخرين. الرواية الأولى تقول إن فتح الإسلام هي صنيعة الاستخبارات السورية والثانية انها امتداد قاعدي، وهناك معلومات ووقائع تدلل بها هاتان الروايتان، وقد تكون الحقيقة بينهما؛ فجهود العناصر الفلسطينية السلفية المتطرفة القديمة أو المستحدثة لبناء امتداد لها يتلاقى مع مصالح استخباراتية للاستخدام في الساحة اللبنانية، هذا مع ان الأمن السوري يدخل في مصادمات دموية مع عناصر قاعدية تنشط داخل الساحة السورية. والأمر ذاته ينطبق على الداخل الفلسطيني. المؤسف ان الوضع الفلسطيني في مخيمات لبنان أو مخيمات غزّة, وهي المناطق الأكثر اكتظاظا وفقرا في العالم, يتيح بسهولة في ظلّ غياب الأمن وسلطة الدولة، تمويل بناء اية مجموعات بأجندات مشبوهة وغريبة وغامضة على غرار فتح الإسلام المتهمّة بعمليات ارهابية مثل تفجير باصين في منطقة الرئيس أمين الجميل (قرب بلدة عين علق) في 13 شباط الماضي.
لا يمكن تبيّن الفواصل بين التطرف والارتزاق، وهما في هذه الظروف المأساوية يتداخلان ويتواطأ كل مع الآخر. آخر ما يحتاجه الفلسطينيون في لبنان تحويلهم الى وقود لأجندات متطرفة أو اعادة اقحامهم في الصراع على الساحة اللبنانية وبأجندة غامضة ومشبوهة، وقد اصدرت "فتح" بيان ادانة شديد اللهجة لهذا التنظيم، وإنّها لمهمّة اساسية للتنظيمات الوطنية الفلسطينية ولمنظمة التحرير ان تحاصر هذه الظاهرة وتنقذ فلسطينيي المخيمات من شرورها، ونتوقع من حماس أن تصدر موقفا قويا وواضحا مشابها.
الجميع مشغول الآن باقتتال الإخوة في فتح وحماس، وهو بالطبع كارثة على الشعب الفلسطيني، لكن في نهاية المطاف هؤلاء تنظيمان معروفان في مواقع المسؤولية السياسية والوطنية ويمكن ان يتم الضغط عليهما محليا وعربيا لوقف الاحتراب، وهما ملزمان بالاستجابة, ولذلك عادا لتوقيع اتفاق لوقف الصدامات بعد انهيار الاتفاق السابق، لكن بالنسبة لقوى كالقاعدة أو مجموعات شبيهة مرتبطة بالخارج فإن اجندتها ذاتها تقوم على التخريب والتوتير والفلتان الأمني وتدمير كل مؤسسة أو مؤسسية، والا فأي مصلحة للشعب الفلسطيني في اختطاف مدنيين وصحافيين أجانب وإخلاء الساحة من الهيئات الدولية الصديقة والصحافيين الشهود على الإجرام الإسرائيلي؟
أين اولويات لشعب تحت الاحتلال حين يفرض "الزعران" انفسهم مطاوعية لفرض أجندتهم المتشددة، فيضربون بالسلاح احتفالات مختلطة أو مقاهي الأنترنت أو السيدات السافرات.
واجب فتح وحماس وضع حدّ نهائي للاحتراب وللسلاح السائب داخل فلسطين، وفي مخيمات لبنان يجب توحيد الجهود لاستئصال الاختراقات المشبوهة، وهي في غزّة مثل نظيرتها في مخيم نهر البارد شمال لبنان.
jamil.nimri@alghad.jo