لم يكن الأمر يستحق أن نفترق (...) لكننا افترقنا..
لم يكن الأمر يستحق أن نغلق أجمل صفحات العمر التي لا تتكرر، لكننا فعلنا!
تلك هي النهايات، وهي مختلفة تماما عن البدايات؛ فنحن في بدايات الحب لا ننظر للنهايات لأننا لا نعترف بها ولا نقر بوجودها.
تحملنا حينها قلوبنا ومشاعر إلى أمكنة أخرى.
في البدايات:
لا يمكننا أن نرى أبعد من مشاعرنا ولا أبعد من تلك اللحظات الجميلة بالحب التي تغنينا حينها عن رؤية الآخر بكل تفاصيله الأخرى التي لربما تكون هي النهايات دون أن نعي ذلك
ورغم كل ذلك لم يكن الأمر يستحق أن نفترق
لا زلت إلى الآن لا أعلم كيف تملكتنا القوة على أن نفترق
كيف تمكنا من طي صفحة بهذا العمر أتعبتنا، نعم نالت منا الكثير.. أبكت عيوننا ووضعتنا مرارا أمام مفترق طرق لم نكن معه قادرين على اتخاذ قرارات أخرى لأن ما في قلوبنا هو بعمق وجودنا وأكثر.
كيف عشنا تلك اللحظات الأخيرة من كل ما بيننا لم نضعف أمام ما سكننا من مشاعر.
لم نعترف أمام أنفسنا بضعفنا وانهزامنا لذاك الابتعاد وابتعدنا.
في هذه اللحظات لم يتملكني ضعف كما شعرته حينها أردت أن أمتلك تلك القوة البشرية لأستعيدك به دون أي تفاصيل أخرى أبعدتني عنك من قبل
في تلك اللحظات تمنيت لو بإمكاني أن أتجاهل جزءاً من شخصيتك وقسوتك وأن تتغلب مشاعري نحوك على كل ما عانيته بحبي لك
تمنيت لو أن الحب شيء مختلف كسحابة سماء.. كعصفور يمتلك حريته يرى العالم بلا تفاصيل.. يحط على غصن يراه مساحة من الأمان والاستقرار وله كل الخيارات المتاحة بأن يعود للتحليق مرة أخرى ويعود لذاك الغصن بإرادته وقراراته
تمنيت لو أن الحب يغيرنا بالقدر الذي يجرد قلوبنا ونفوسنا من القسوة.. من حالات الخيارات الصعبة التي لا نريدها أن تكون
من الاستغراق بتفاصيل كل ما تفعله أنها تزيدنا غربة عن من نحب وتجعلنا نرى ما لا نريده
في تلك اللحظات أردت أن أحتويك بعمري كله.. أن أكون قادرة على نسيان ذاك التعب الذي تغلغل بأعماقي
أردت أن أنسى كل الأيام التي انتابني بها ذاك الشك بخياراتي بك ومعك.
أردت أن أخرج من ذاتي وأحتفظ بك من جديد كي لا نفترق لأني أحبك
ولكني لم أفعل؟
..أدرك جيدا.. أني أحببتك حبا لن يتكرر، لكني لم أعد أقوى على الاستمرار.
لم أعد أقوى على الاستمرار بحب متعب.
حب أعيش به دوما وأنا بقلبي أنين صامت.
غربة.. عن من أحب.. عاجزة أنا على إفهامه ذاتي وعاجز هو عن أن يكون صديقاً ورفيقاً قبل أن يكون حبيباً
أعلم جيدا أن الأمر لم يكن يستحق أن نفترق.. ولكن.. تعب ذاتي ومحاولاتي المستمرة بالبحث عن وجودي بأعماقك دون أن أراها منحتني تلك القوة لنفترق.. افتراق موجع أدركت خلاله أن الحب لم يكن أبدا مجرد مشاعر ولن يكون..
الراي