لطالما سَكَنَ العيون (القَذى)
د.يوسف صفوري
25-07-2019 03:18 PM
كثيرةٌ هي اللغات ..
لغةُ اللسان معسولاً إذا ما تحكّم به القلب حباً وعشقاً والعقل رزانةً ورُشداً ..
و لغة اللسان جارحاً الذي لطالما وقعنا ضحيةً لتسرّعه؛ يحركه القلب تارةً ويحركه العقل تارةً أخرى وتحرّكه السذاجة والغباء بلا أي عقل يذكر ..
فمهما كان السبب فهو جارح يحتمل المسامحة مرات عدة ..
ولا يحتملها بما لا يحمد عقباه من الخسارةِ تبعاً للسذاجة مراراً وتكراراً ..
وأما عن أعظم اللغات التي لا يشوبها حتى العمى
هي العيون القاتلة بكل ما فيها من تعابير
هي العيون التي لطالما تلألأت حزناً وفرحاً وذرفت الدمع لهما
هي العيون لطالما بانَ جحرها غصباً
هي العيون لطالما كانت موقع حياء
هي العيون لطالما عَشِقَتْ وكانت موقع غزل
هي العيون لطالما كانت مسكناً للحب بِلُغتها ومسكناً لمن أحببنا
و هي العيون رقيقة قد شابها العمى بسوء الاختيار ..
فلا تصدق قلبك بمن يسكنه دائما ..
فلطالما سكن القلوب الردى
ولا تصدق عيناك بما يسكنها ..
فلطالما سكن العيون القذى.