وصلت إلى البلد منذ أيام أول شحنة من الخراف الروسية, وبذلك ينضم اللحم الروسي إلى زملائه الموجودين أصلاً مثل اللحم الروماني والنيوزيلندي (حي ومجمد) والاسترالي والصيني, والصيني (دبي) والبرازيلي (مبرّد) والهندي (مجمد) والسوداني والإماراتي (ذبح عمان) والسوري, راجياً الاعتذار من اللحوم التي فاتني ذكرها.
من غير المعروف حجم ونوع الإقبال أو الإدبار الذي سيحظى به اللحم الروسي -والحديث لا يزال عن لحم الخراف- ولكنه حتماً سيتخذ له مكاناً مناسباً في الهرمية الاجتماعية للّحوم, وبالتتالي سيؤثر على الهرمية الاجتماعية لمستهلكي اللحوم, ولكن الموقع في الحالتين سيبقى بالتأكيد أدنى من موقع اللحم البلدي وآكليه.
من حسن حظ اللحم الروسي أنه يصل في هذا الزمان, وبالتحديد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي, ويمكن الجزم بأن هذا اللحم لم يكن ليصل إلى البلد لو كان الاتحاد السوفياتي على قيد الحياة. وحتى لو وصل, فإن أنصار الاتحاد السوفياتي في البلد لم يكن بمقدورهم أن يشكلوا سوقاً معقولة لهذا الصنف من اللحم, كما لم يكونوا ليقبلوا أن يسمى اللحم روسياً, وكانوا سيصرون على تسمية سوفياتي.
الغريب أنه ما أن أعلن عن وصول اللحم الروسي حتى أعلن عن قرب وصول اللحم الأوكراني مع تأكيد الوزير إلى أن هذا الصنف يقترب في مواصفاته من البلدي, ومرة أخرى فلو كان الاتحاد السوفياتي حياً, فإن الأمر لم يكن ليطرح بهذه الصيغة, فالسلطات هناك ما كانت لتسمح بالأسماء القومية الخاصة لمنتجاتها, كما لم يكن ليسمح بأن يقال أن الأوكراني أفضل من الروسي.
كما ترون فإن آثار انهيار الاتحاد السوفياتي تصل إلى الثقافة اللحمية في البلد. 0
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net